اللَّهَ يَهْدِى مَن يَشَآءُ » 1 ؛ « فَمَن يُرِدِ اللَّهُ أَن يَهْدِيَهُ يَشْرَحْ صَدْرَهُ لِلاْءِسْلَـمِ وَمَن يُرِدْ أَن يُضِلَّهُ يَجْعَلْ صَدْرَهُ ضَيِّقًا حَرَجًا » 2 ؛ « مَن يَهْدِ اللَّهُ فَهُوَ الْمُهْتَدِى وَمَن يُضْلِلْ فَأُوْلَـئِكَ هُمُ الْخَـسِرُونَ » 3 ؛ « إِنْ هِىَ إِلاَّ فِتْنَتُكَ تُضِلُّ بِهَا مَن تَشَآءُ وَتَهْدِى مَن تَشَآءُ » 4 ؛ « يُضِلُّ بِهِ كَثِيرًا وَ يَهْدِى بِهِ كَثِيرًا » 5 ؛ « خَتَمَ اللَّهُ عَلَى قُلُوبِهِمْ » 6 ؛ « بَلْ طَبَعَ اللَّهُ عَلَيْهَا بِكُفْرِهِمْ » 7 ؛ « وَجَعَلْنَا عَلَى قُلُوبِهِمْ أَكِنَّةً أَن يَفْقَهُوهُ » 8 ؛ « وَيَمُدُّهُمْ فِى طُغْيَـنِهِمْ يَعْمَهُونَ » 9
فذهبت الأشاعرة إلى أنّ معناها هو خلق الإهتداء والضلال [و] الطبع والختم ، وذلك لذهابهم إلى أنّه تعالى هو الخالق ، وليس للممكنات خالق سواه فعدّ نسبة كلّ ممكن إليه نسبة المخلوق إلى خالقه ، ونسبته إليها نسبة الخالق إلى المخلوق ، وإنّما عبّر عن خلقها بها.
وأمّا المعتزلة ، فقد ذهب بعضهم ـ ومنهم الكعبي ـ إلى أنّ الهداية هي الدلالة الموصلة إلى البغية ، أو الإرشاد إلى طريق الحقّ ، وبيانُه بنصب الأدلّة ، ومنح الألطاف ، أو الإرشاد في الآخرة إلى طريق الجنّة ، والإضلال وغيره من الختم والطبع والأفعال بمعنى الإهلاك والتعذيب .
ثمّ إنّ خاتم المحصّلين في التجريد أشار إليه بقوله: والإضلال إشارة إلى خلاف الحقّ وفعل الضلالة والإهلاك ، والهدى مقابل له ، والأوّلان لقبحهما