فَيَكُونُ » 1 ، فإنّ العقل من عالم الأمر وعالم القضاء ، وكلّ ما هو كذلك فوجوده بمجرّد كلمة « كن » وهي الأمر التكويني لا افتقار لها إلى مادّة بل نفس وجوده نفس الكلمة كما قال تعالى : « وَكَلِمَتُهُ أَلْقَاهَآ إِلَى مَرْيَمَ وَرُوحٌ مِّنْهُ » 2 وقوله : « إِلَيْهِ يَصْعَدُ الْكَلِمُ الطَّيِّبُ » 3 أي الأرواح المجرّدة الإنسانيّة .
وفي الخبر : « أعوذ بكلمات اللّه التامّات كلّها من شرّ ما خلق » 4 إشارة إلى جواهر العقول الثابتة التامّة الوجود من حيثُ أن ليس لها منتظر .
وفي هذا الاحتمال ما لا يخفى .
ويحتمل أن يكون إشارةً إلى ما في هذه الأحوال العجيبة من أنواع العِبَر وأقسام الدلائل .
ويحتمل أن يكون إشارةً إلى الأكوان الوجوديّة الجوهريّة التي هي قبل النشأة العقليّة ؛ فإنّ حدوث كلّ نشأة يستلزم موتاً عن نشأة وحياة في نشأة اُخرى بعد الاُولى كأنّه قبل الانتقالات الواقعة للإنسان من كونه تراباً ، ثمّ نطفة ، ثمّ علقة .
[ و ]فيه ما لا يخفى .
وخير هذه الاحتمالات أوسطها ، والعلم عنده تعالى .
قال عليه السلام :«وَ اخْتِلَـفِ الَّيْلِ وَ النَّهَارِ»۵. [ ص۱۳ ح۱۲ ]
أقول : الاختلاف بوجهين :
أحدهما : أنّه اختلاف مِن خلفه يخلفه إذا ذهب الأوّل وجاء الثاني ، فيكون