89
الحاشية علی اصول الكافي (العاملي)

عظمته ونور بهائه .
وللإشارة إلى جميع هذه الاُمور كرّر في كتابه الكريم ذكر اختلاف الليل والنهار ، فقال في بيان كونه «مَــلِكَ الْمُلْكِ» : « تُولِجُ الَّيْلَ فِى النَّهَارِ وَتُولِجُ النَّهَارَ فِى الَّيْلِ »۱ .
وقال في القَصَص : « قُلْ أَرَءَيْتُمْ إِن جَعَلَ اللَّهُ عَلَيْكُمُ الَّيْلَ سَرْمَدًا »۲ إلى قوله : « أَفَلاَ تُبْصِرُونَ »۳« وَ مِن رَّحْمَتِهِ جَعَلَ لَكُمُ الَّيْلَ وَ النَّهَارَ لِتَسْكُنُواْ فِيهِ وَ لِتَبْتَغُواْ مِن فَضْلِهِ وَ لَعَلَّكُمْ تَشْكُرُونَ »۴ .
وفي الروم: « وَ مِنْ ءَايَـتِهِ مَنَامُكُم بِالَّيْلِ وَ النَّهَارِ »۵ .
وفي لقمان: « أَلَمْ تَرَ أَنَّ اللَّهَ يُولِجُ الَّيْلَ فِى النَّهَارِ »۶ .
[ وقوله تعالى في يس : « وَ ءَايَةٌ لَّهُمُ الَّيْلُ نَسْلَخُ مِنْهُ النَّهَارَ ] فَإِذَا هُم مُّظْـلِمُونَ »۷ .
وفي الزمر: « يُكَوِّرُ الَّيْلَ عَلَى النَّهَارِ وَ يُكَوِّرُ النَّهَارَ عَلَى الَّيْلِ »۸ .
وفي المؤمن: « الَّذِى جَعَلَ لَكُمُ الَّيْلَ لِتَسْكُنُواْ فِيهِ وَ النَّهَارَ مُبْصِرًا »۹ .
وفي عمّ: « وَ جَعَلْنَا الَّيْلَ لِبَاسًا * وَ جَعَلْنَا النَّهَارَ مَعَاشًا »۱۰ .

قال عليه السلام :« وَالْفُلْكِ »۱۱. [ ص۱۳ ح۱۲ ]
أقول : أصله من الدوران ، وكلّ مستدير فلك ، وفلك السماء اسم لطبقات سبعة تجري فيها النجوم ، وفلك الجارية إذا استدارت ثديها ، وفلكة المغزل من هذا ،

1.آل عمران (۳) : ۲۷ .

2.القصص (۲۸) : ۷۱ .

3.القصص (۲۸) : ۷۲ .

4.القصص (۲۸) : ۷۳ .

5.الروم (۳۰) : ۲۳ .

6.لقمان (۳۱) : ۲۹ .

7.يس (۱۰) : ۳۷ .

8.الزمر (۳۹) : ۵ .

9.المؤمن (۴۰) : ۶۱ .

10.النبأ (۷۸) : ۱۰ ـ ۱۱ .

11.البقرة(۲) : ۱۶۴ .


الحاشية علی اصول الكافي (العاملي)
88

اختلافهما تعاقبهما في الذهاب والمجيء .
وعليه يحمل قوله تعالى : « هُوَ الَّذِى جَعَلَ الَّيْلَ وَ النَّهَارَ خِلْفَةً »۱ .
وثانيهما : أنّ المراد اختلافهما في الطول والقِصَر ، والنور والظلمة ، والزيادة والنقصان ، وهو تابع لحال الشمس وتقاطع منطقها التي هي مدار حركة الشمس على منطقة الحركة السريعة التي ل لجرم الفلك الأطلس ، فلو تطابقت المنطقتان ، ولازمت الشمس دائرةً واحدة ، لأثّرت تأثيراً مفرطاً فيما يقابلها من السخونة ، فاحترق النبات والحيوان ، وفيما بَعُدَ عنها لا تؤثّر كذلك ، فهلك بالبرد والجمود كلّ ذي نفس هناك ، وكذلك فيما بين الموضعين ، وفي كلّ موضع بالدوام على حالة واحدة من الترطيب والإمساك وغير ذلك ممّا ينشو النبات والآثار ، فباختلافهما يختلف الفصول الأربعة وهو من آيات اللّه العظيمة ، ومنها تقدير الليل والنهار على الاعتدال حيث إنّه يوافق المصالح والحِكَم البالغة ، ومنها ائتلام الأحوال بطلب المكاسب والمعائش في اليوم وطلب النوم والراحة في الليل ، ومنها تضادّهما مع اشتراكهما في المصالح في الجملة مع أنّ ظاهر التضادّ تخالفهما ، ومنها إقبال الخلق في أوّل الليل على النوم يشابه الموت عند النفخة الاُولى في الصور ، ولبس الغطاء يشابه اللحد والكفن ، ويقظهم عند طلوع الشمس يشبه عود الأرواح إلى الأجساد عند النفخة الثانية ، ومنها انشقاق ظلمة الليل بظهور الصبح المستطيل ، وهو أثر ضوء الشمس كأنّه جدول ماء صاف يسيل في ماء بحر مظلم كدر بحيث لا يتكدّر الصافي بالكدر ، ولا الكدر بالصافي كما أشار إليه بقوله العزيز : « فَالِقُ الاْءِصْبَاحِ »۲ .
ونظير ذلك ظلمة العدم الإمكاني بسطوع نور الوجود المنبسط على هياكل الماهيّات الجوازيّة ، ويعبّر الصوفيّة عنه بالنَفَس الرحماني من شمس عالم الوجود الذي هذه الشمس المحسوسة مثال من مُثُل كبريائه ، واُنموذج من اُنموذجات

1.الفرقان (۲۵) : ۶۲ .

2.الأنعام (۶) : ۹۶ .

  • نام منبع :
    الحاشية علی اصول الكافي (العاملي)
    سایر پدیدآورندگان :
    الموسوی، محمدتقی
    تعداد جلد :
    1
    ناشر :
    دارالحدیث
    محل نشر :
    قم
    تاریخ انتشار :
    1385
    نوبت چاپ :
    الاولی
تعداد بازدید : 37984
صفحه از 476
پرینت  ارسال به