91
الحاشية علی اصول الكافي (العاملي)

قال عليه السلام :« مِنَ السَّمَآءِ مِن مَّآءٍ »۱. [ ص۱۳ ح۱۲ ]
أقول : الدليل عليه تعالى في خلقه الماء وإنزاله من السماء وإحيائه الأرض به ، أمّا الأوّل فلأنّ النظر في نحو وجوده ، وهو جسم رقيق متّصل الأجزاء كأنّه شيء واحد غير قابل للكثرة والتقطيع ، وأنّه مع القبول لذلك كأنّه متّصل مسخّراً .
قال عليه السلام :« وَ تَصْرِيفِ الرِّيَـحِ »۲. [ ص۱۳ ح۱۲ ]
أقول : [الرياحُ] جمع ريح على وزن فِعْل ، وعينه واو قلبت في الواحد وجمع الكسرة ياءً ، وفي جمع القليل «أرواح » ؛ إذ لا شيء فيه يوجب الإعلال . ألا يُرى أنّ سكون الواو في نحو «قَوْم» «فِرْعَون» و«قَوْل» لا يوجب إعلاله وقلبه ألفاً ؟
وأمّا في جمع الكثير«رياح» فانقلب ياءً لكسرة ما قبلها. وإنّما سمّيت ريحاً؛ لأنّ الغالب عليها في هبوبها المجيء بالروح والراحة ، وانقطاع هبوبها يكسب الغمّ والكرب ، فهي مأخوذة من الروح . والدليل على أنّ أصلها الواو قولهم في الجمع : أرواح.
قال عليه السلام :« يَعْقِلُونَ »۳. [ ص۱۳ ح۱۲ ]
أقول : اُفيد أي يتفكّرون فيها ، وينظرون إليها بعيون عقولهم . وعنه صلى الله عليه و آله وسلم : «ويل لمن قرأ هذه الآية فمجّ بها» أي لم يتفكّر فيها ۴ .
ولذا قال البيضاوي وغيره من المفسّرين : وفي الآية تنبيه على شرف علم الكلام وأهله ، وحثٌّ على البحث عنه والنظر فيه ۵ .
ولا يمترى في أنّ الأحقّ بذلك هو العلم الذي فوق الطبيعة، وهو الحكمة الإلهيّة الحقّة.

قال عليه السلام :« يُسْقَى بِمَآءٍ وَ حِدٍ »۶. [ ص۱۳ ح۱۲ ]

1.البقرة (۲) : ۱۶۴ .

2.تفسير الثعلبي ، ج۲ ، ص۳۳ ؛ الكشّاف ، ج۱ ، ص۳۲۶ ؛ تفسير البيضاوي ، ج۱ ، ص۴۳۷ .

3.تفسير البيضاوي ، ج۱ ، ص۴۴۰ ؛ تفسير الآلوسي ، ج۲ ، ص۳۳ .

4.الرعد (۱۳) : ۴ .


الحاشية علی اصول الكافي (العاملي)
90

والسفينة سمّيت لأنّها بالماء أسهل دوراً .
قالوا : الفلك واحد وجمع ، فإذا اُريد به الواحد ، ذُكّر ، وإذا اُريد به الجمع ، اُنّث ، مثله قولهم : ناقة الحان نوق الحان ۱ .
وقال سيبويه : الفلك الفلك إذا اُريد به الواحد ، فضمّة الفاء فيه بمنزلة باء برد وخاء خرج ۲
، فإذا اُريد به الجمع ، فضمّة الفاء فيه بمنزلة الحاء من « حمر » والصاد من « صفر » ۳ ، فالضمّتان مختلفتان في المعنى وإن اتّفقتا في اللفظ .
قال عليه السلام :« الَّتِى تَجْرِى فِى الْبَحْرِ »۴. [ ص۱۳ ح۱۲ ]
أقول : الاستدلال بها على وجود الصانع وقدرته ، وذلك من وجوه :
أحدها : من جهة مادّة خلقها ، وهي الخشب والحديد والطناب وغيرها ، فإنّ السفن وإن كانت من عمل النجّار إلاّ أنّ آلاتها بخلقه تعالى .
وثانيها : من جهة الرياح المحرِّكة إيّاها إلى جهات مختلفة بحسب أغراض الناس .
وثالثها : لو لا تقوية القلوب من ركوب هذه السفن وترغيبها ، لما تمّ الغرض من مصالح العباد والقلوب بيده تعالى .
وخامسها ۵ : كون ما يجري فيه الفلك من البحر متوسّطاً في اللطافة والخفّة لا ألطف وأخفّ ممّا كان ، فلا يحمل عليه السفينة ولا أكتف ۶ فلا يجري فيه .
قال عليه السلام :« بِمَا يَنفَعُ النَّاسَ »۷. [ ص۱۳ ح۱۲ ]
أقول : دليل على جواز الركوب في البحر وإباحة الاكتساب .

1.راجع : الصحاح ، ج۴ ، ص۱۶۰۴ (فلك) .

2.في المخطوطة : «حاء حرج» .

3.راجع : لسان العرب ، ج ۱۰ ، ص ۴۷۹ (فلك) .

4.البقرة (۲) : ۱۶۴ .

5.الظاهر أنّ الوجه الرابع ساقط من المخطوطة .

6.كذا .

  • نام منبع :
    الحاشية علی اصول الكافي (العاملي)
    سایر پدیدآورندگان :
    الموسوی، محمدتقی
    تعداد جلد :
    1
    ناشر :
    دارالحدیث
    محل نشر :
    قم
    تاریخ انتشار :
    1385
    نوبت چاپ :
    الاولی
تعداد بازدید : 37962
صفحه از 476
پرینت  ارسال به