أمّا الرواية الّتي تتحدّث عن أنّ « ليلة القدر » هي أوَّل السنة ، فبلحاظ أنّ هذه الليلة هي ليلة التقدير الّتي يقدّر فيها كلّ شيء يكون في السنة . وبشأن الرواية الّتي تتحدّث عن أنّ يوم « عيد الفطر » هو أوَّل السَّنة ؛ فالاعتبار في ذلك يرجع إلى أنّ هذا اليوم أوَّل يوم في السَّنة يحلّ فيه الأكل والشرب على ما صرّحت به الرواية نفسها ؛ أو لأنّها تومئ إلى أنَّ عيد الفطر بداية شوط جديد في حياة الإنسان واستئنافه العمل مجدّدا ، بعد أن رمضت ذنوبه في لهيب معاناة الصوم ، وانمحت من صحيفة أعماله واستُؤصلت منها تماما .
2 . الضّيافة الإلهيّة
الخصيصة البارزة الثانية الّتي تتألّق في سماء هذا الشهر الفضيل ، هي الإمكانات الّتي يتيحها لضيافة اللّه سبحانه ، على ما نطق به رسول اللّه صلى الله عليه و آله بقوله في وصف هذه الخصلة :
« هُوَ شَهرٌ دُعيتُم فيهِ إلى ضِيافَةِ اللّهِ ، وَجُعِلتُم فيهِ مِن أهلِ كَرامَةِ اللّهِ » .۱
هذه الخصيصة في الحقيقة هي أساس الخصوصية الاُولى ، بل هي منشأ جميع خصوصيات شهر رمضان المبارك ومنبثق كلّ البركات الّتي تحفّ به .
بعبارة اُخرى ، يمكن القول إنَّ ضيافة اللّه في هذه المدّة الزمنية والأغذية المعنوية الخاصّة الّتي أعدّها سبحانه لضيوفه في هذه الضيافة ، هي منشأ التحوّلات المعنوية العميقة الّتي تطرأ على حياة الإنسان في هذا الشهر الفضيل ، وهي مائدة مفتوحة للجميع يصيب من ينهل منها بركات عظيمة تنأى على الحصر .
معنى ضيافة اللّه
في طليعة الأسئلة الّتي تحفّ بهذه الخصيصة البارزة ، ما يرتبط بمعنى ضيافة اللّه سبحانه لأحبّائه في شهر رمضان وما المقصود من ذلك ؟ أليس الناس جميعا وفي