الفصل الثالث : أسبابُ التَّهَيُّوَلِضِيافَةِ اللّه
3 / 1
تَقديمُ التَّوبَةِ
۹۳.عيون أخبار الرضا عليه السلام عن عبد السلام بن صالح الهرويّ :دَخَلتُ عَلى أبِي الحَسَنِ عَلِيِ بنِ موسَى الرِّضا عليه السلام في آخِرِ جُمُعَةٍ مِن شَعبانَ ، فَقالَ لي :
«يا أبَا الصَّلتِ ، إنَّ شَعبانَ قَد مَضى أكثَرُهُ ، وهذا آخِرُ جُمُعَةٍ مِنهُ ، فَتَدارَك فيما بَقِيَ مِنهُ تَقصيرَكَ فيما مَضى مِنهُ ، وعَلَيكَ بِالإِقبالِ عَلى ما يَعنيكَ وتَركِ ما لا يَعنيكَ ، وأكثِر مِنَ الدُّعاءِ وَالاِستِغفارِ وتِلاوَةِ القُرآنِ ، وتُب إلَى اللّهِ مِن ذُنوبِكَ ؛ لِيُقبِلَ شَهرُ اللّهِ إلَيكَ وأنتَ مُخلِصٌ للّهِِ عز و جل ، ولا تَدَعَنَّ أمانَةً في عُنُقِكَ إلاّ أدَّيتَها ، ولا في قَلبِكَ حِقدا عَلى مُؤمِنٍ إلاّ نَزَعتَهُ ، ولا ذَنبا أنتَ مُرتَكِبُهُ إلاّ [ أ]قلَعتَ عَنهُ ، وَاتَّقِ اللّهَ وتَوَكَّل عَلَيهِ في سِرِّ أمرِكَ وعَلانِيَتِكَ « وَ مَن يَتَوَكَّلْ عَلَى اللَّهِ فَهُوَ حَسْبُهُ إِنَّ اللَّهَ بَــلِغُ أَمْرِهِ قَدْ جَعَلَ اللَّهُ لِكُلِّ شَىْ ءٍ قَدْرا »۱ ، وأكثِر مِن أن تَقولَ فيما بَقِيَ مِن هذَا الشَّهرِ :
اللّهُمَّ إن لَم تَكُن قَد غَفَرتَ لَنا فيما مَضى مِن شَعبانَ فَاغفِر لَنا فيما بَقِيَ مِنهُ .
فَإِنَّ اللّهَ ـ تَبارَكَ وتَعالى ـ يُعتِقُ في هذَا الشَّهرِ رِقابا مِنَ النّارِ لِحُرمَةِ