133
شهر الله في الكتاب و السنّة

ولا نُسرِعَ بِأَبصارِنا إلى لَهوٍ ، وحَتّى لا نَبسُطَ أيدِيَنا إلى مَحظورٍ ، ولا نَخطُوَ بِأَقدامِنا إلى مَحجورٍ ، وحَتّى لا تَعِيَ ۱ بُطونُنا إلاّ ما أحلَلتَ ، ولا تَنطِقَ ألسِنَتُنا إلاّ بِما مَثَّلتَ ، ولا نَتَكَلَّفَ إلاّ ما يُدني مِن ثَوابِكَ ، ولا نَتَعاطى إلاَّ الَّذي يَقي مِن عِقابِكَ ، ثُمَّ خَلِّص ذلِكَ كُلَّهُ مِن رِياءِ المُرائينَ ، وسُمعَةِ المُسمِعينَ ، لا نُشرِكُ فيهِ أحَدا دونَكَ ، ولا نَبتَغي فيهِ مُرادا سِواكَ .
اللّهُمّ صَلِّ عَلى مُحَمَّدٍ وآلِهِ ، وقِفنا ۲ فيهِ عَلى مَواقيتِ الصَّلَواتِ الخَمسِ بِحُدودِهَا الَّتي حَدَّدتَ ، وفُروضِهَا الَّتي فَرَضتَ ، ووَظائِفِهَا الَّتي وَظَّفتَ ، وأوقاتِهَا الَّتي وَقَّتَّ ، وأنزِلنا فيها مَنزِلَةَ المُصيبينَ لِمَنازِلِها ؛ الحافِظينَ لِأَركانِها ؛ المُؤَدّينَ لَها في أوقاتِها ، عَلى ما سَنَّهُ عَبدُكَ ورَسولُكَ ـ صَلَواتُكَ عَلَيهِ وآلِهِ ـ في رُكوعِها وسُجودِها وجَميعِ فَواضِلِها ، عَلى أتَمِّ الطَّهورِ وأسبَغِهِ ۳ ، وأبيَنِ الخُشوعِ وأبلَغِهِ .
ووَفِّقنا فيهِ لِأَن نَصِلَ أرحامَنا بِالبِرِّ وَالصِّلَةِ ، وأن نَتَعاهَدَ جيرانَنا بِالاْءِفضالِ وَالعَطِيَّةِ ، وأن نُخَلِّصَ أموالَنا مِنَ التَّبِعاتِ ، وأن نُطَهِّرَها بِإِخراجِ الزَّكَواتِ .
وأن نُراجِعَ مَن هاجَرَنا ۴ ، وأن نُنصِفَ مَن ظَلَمَنا ، وأن نُسالِمَ مَن عادانا ، حاشا مَن عودِيَ فيكَ ولَكَ ؛ فَإِنَّهُ العَدُوُّ الَّذي لا نُواليهِ ، وَالحِزبُ الَّذي لا نُصافيهِ .
وأن نَتَقَرَّبَ إلَيكَ فيهِ مِنَ الأَعمالِ الزّاكِيَةِ بِما تُطَهِّرُنا بِهِ مِنَ الذُّنوبِ ، وتَعصِمُنا فيهِ مِمّا نَستَأنِفُ مِنَ العُيوبِ ؛ حَتّى لا يورِدَ عَلَيكَ أحَدٌ مِن

1.وَعى : جَمَع من الطعام والشراب (النهاية : ۵ / ۲۰۷) .

2.في مصباح المتهجّد : «اللّهم وفّقنا فيه للمحافظة على ...» و في الإقبال كما في المصدر .

3.أسبغَ الوضوء : أبلَغَهُ مواضعه ، ووفّى كلّ عضو حقّه (القاموس المحيط : ۳ / ۱۰۷) .

4.الهَجْر : ضدّ الوصل (النهاية : ۵ / ۲۴۴) .


شهر الله في الكتاب و السنّة
132

الشّاكِرينَ ، ولِيَجزِيَنا عَلى ذلِكَ جَزاءَ المُحسِنينَ .
وَالحَمدُ للّهِِ الَّذي حَبانا ۱ بِدينِهِ ، وَاختَصَّنا بِمِلَّتِهِ ، وسَبَّلَنا ۲ في سُبُلِ إحسانِهِ ، لِنَسلُكَها بِمَنِّهِ إلى رِضوانِهِ ؛ حَمدا يَتَقَبَّلُهُ مِنّا ، ويَرضى بِهِ عَنّا .
وَالحَمدُ للّهِِ الَّذي جَعَلَ مِن تِلكَ السُّبُلِ شَهرَهُ رَمَضانَ ؛ شَهرَ الصِّيامِ ، وشَهرَ الإِسلامِ ، وشَهرَ الطَّهورِ ، وشَهرَ التَّمحيصِ ۳ ، وشَهرَ القِيامِ « الَّذِى أُنزِلَ فِيهِ الْقُرْءَانُ هُدًى لِّلنَّاسِ وَ بَيِّنَـتٍ مِّنَ الْهُدَى وَالْفُرْقَانِ » . ۴
فَأَبانَ فَضيلَتَهُ عَلى سائِرِ الشُّهورِ بِما جَعَلَ لَهُ مِنَ الحُرُماتِ المَوفورَةِ وَالفَضائِلِ المَشهُورَةِ ، فَحَرَّمَ فيهِ ما أحَلَّ في غَيرِهِ إعظاما ، وحَجَرَ ۵ فيهِ المَطاعِمَ وَالمَشارِبَ إكراما ، وجَعَلَ لَهُ وَقتا بَيِّنا ؛ لا يُجيزُ ـ جَلَّ وعَزَّ ـ أن يُقَدَّمَ قَبلَهُ ، ولا يَقبَلُ أن يُؤَخَّرَ عَنهُ .
ثُمَّ فَضَّلَ لَيلَةً واحِدَةً مِن لَياليهِ عَلى لَيالي ألفِ شَهرٍ ، وسَمّاها لَيلَةَ القَدرِ « تَنَزَّلُ الْمَلَئِكَةُ وَ الرُّوحُ فِيهَا بِإِذْنِ رَبِّهِم مِّن كُلِّ أَمْرٍ »۶ ، سَلامٌ دائِمُ البَرَكَةِ إلى طُلوعِ الفَجرِ عَلى مَن يَشاءُ مِن عِبادِهِ بِما أحكَمَ مِن قَضائِهِ .
اللّهُمّ صَلِّ عَلى مُحَمَّدٍ وآلِهِ ، وألهِمنا مَعرِفَةَ فَضلِهِ ، وإجلالَ حُرمَتِهِ ، وَالتَّحَفُّظَ مِمّا حَظَرتَ ۷ فيهِ ، وأعِنّا عَلى صِيامِهِ بِكَفِّ الجَوارِحِ عَن مَعاصيكَ ، وَاستِعمالِها فيهِ بِما يُرضيكَ ؛ حَتّى لا نُصغِيَ بِأَسماعِنا إلى لَغوٍ ،

1.حبا فلانا : أعطاه بلا جزاء ولا منّ ، وحاباه : اختصّه (القاموس المحيط : ۴ / ۳۱۵) .

2.السبيل : الطريق (النهاية : ۲ / ۳۳۸) . وسبّل الشيء : أباحه ، كأنّه جعل إليه طريقا مطروقا .

3.التمحيص : الابتلاء والاختبار . وتمحيص الذنوب : تطهيرها (تاج العروس : ۹ / ۳۵۹ و۳۶۰) .

4.البقرة : ۱۸۵ .

5.أي حرّم . والحِجْرُ : الحرام (الصحاح : ۲ / ۶۲۳) .

6.القدر : ۴ .

7.حظرتُ الشيءَ : حرّمته (النهاية : ۱ / ۴۰۵) .

  • نام منبع :
    شهر الله في الكتاب و السنّة
    سایر پدیدآورندگان :
    الافقی، رسول
    تعداد جلد :
    1
    ناشر :
    دارالحدیث
    محل نشر :
    قم
    تاریخ انتشار :
    1382
    نوبت چاپ :
    الاولی
تعداد بازدید : 136808
صفحه از 628
پرینت  ارسال به