385
شهر الله في الكتاب و السنّة

وعَمدي ، أطمَعَني في أن أسأَلَكَ ما لا أستَوجِبُهُ مِنكَ ، الَّذي رَزَقتَني مِن رَحمَتِكَ وأرَيتَني مِن قُدرَتِكَ وعَرَّفتَني مِن إجابَتِكَ .
فَصِرتُ أدعوكَ آمِناً وأسأَلُكَ مُستَأنِساً لا خائِفاً ولا وَجِلاً ، مُدِلاًّ عَلَيكَ فيما قَصَدتُ فيهِ إلَيكَ ، فَإِن أبطَأَ عَنّي عَتَبتُ بِجَهلي عَلَيكَ ، ولَعَلَّ الَّذي أبطَأَ عَنّي هُوَ خَيرٌ لي لِعِلمِكَ بِعاقِبَةِ الاُمورِ ، فَلَم أرَ مَولىً كَريماً أصبَرَ عَلى عَبدٍ لَئيمٍ مِنكَ عَلَيَّ .
يا رَبِّ إنِّكَ تَدعوني فَأُوَلّي عَنكَ ، وتَتَحَبَّبُ إلَيَّ فَأَتَبَغَّضُ إلَيكَ ، وتَتَوَدَّدُ إلَيَّ فَلا أقبَلُ مِنكَ ، كَأَنَّ لِيَ التَّطَوُّلَ ۱ عَلَيكَ ، ثُمَّ لَم يَمنَعكَ ذلِكَ مِنَ الرَّحمَةِ لي وَالإِحسانِ إلَيَّ وَالتَّفَضُّلِ عَلَيَّ بِجودِكَ وكَرَمِكَ ، فَارحَم عَبدَكَ الجاهِلَ وجُد عَلَيهِ بِفَضلِ إحسانِكَ ، إنَّكَ جَوادٌ كَريمٌ .
وَادعُ بِما أحبَبتَ .
فَإِذا فَرَغتَ مِنَ الدُّعاءِ فَاسجُد ، وقُل في سُجودِكَ : يا كائِناً قَبلَ كُلِّ شَيءٍ ويا كائِناً بَعدَ كُلِّ شَيءٍ ويا مُكَوِّنَ كُلِّ شَيءٍ ، لا تَفضَحني فَإِنَّكَ بي عالِمٌ ، ولا تُعَذِّبني فَإِنَّكَ عَلَيَّ قادِرٌ .
اللّهُمّ إنّي أعوذُ مِنَ العَديلَةِ ۲ عِندَ المَوتِ ، ومِن سوءِ المَرجِعِ فِي القُبورِ ، ومِنَ النَّدامَةِ يَومَ القِيامَةِ ، اللّهُمّ إنّي أسأَلُكَ عيشَةً هَنيئَةً وميتَةً سَوِيَّةً ، ومُنقَلَباً كَريماً غَيرَ مُخزٍ ولا فاضِحٍ .
ثُمَّ ارفَع رَأسَكَ مِنَ السُّجودِ وَادعُ بِما شِئتَ .
[ 61 و 62] ثُمَّ تُصَلِّي رَكعَتَينِ ، وتَقولُ ما رُوِيَ عَن أحَدِهِما عليهماالسلام :
اللّهُمّ إنّي أسأَلُكَ بِأَنَّ لَكَ الحَمدَ لا إلهَ إلاّ أنتَ المَنّانُ ، بَديعُ السَّماواتِ

1.تطوَّلَ عليه : إذا امتنّ عليه ، والطَّول ـ بالفتح ـ : المنّ (لسان العرب : ۱۱ / ۴۱۴) .

2.العديلة عند الموت : أي العدول عن الحقّ (مجمع البحرين : ۲ / ۱۱۷۶) .


شهر الله في الكتاب و السنّة
384

عَثرَتي ۱ ، ولا تُتبِعني بِبَلاءٍ عَلى أثَرِ بَلاءٍ ، فَقَد تَرى ضَعفي وقِلَّةَ حيلَتي ، أستَجيرُ بِكَ اللّهُمّ فَأَجِرني ، وأستَعيذُ بِكَ مِنَ النّارِ فَأَعِذني ، وأسأَلُكَ الجَنَّةَ فَلا تَحرِمني .
[ 57 و 58] ثُمَّ تُصَلِّي ركَعَتَينِ ، وتَقولُ بَعدَهُما ما رُوِيَ عَن أبِي الحَسَنِ مُوسى عليه السلام :
اللّهُمّ لا إلهَ إلاّ أنتَ ولا أعبُدُ إلاّ إيّاكَ ولا اُشرِكُ بِكَ شَيئاً .
اللّهُمّ إنّي ظَلَمتُ نَفسي فَاغفِر لي وَارحَمني إنَّهُ لايَغفِرُ الذُّنوبَ إلاّ أنتَ .
اللّهُمّ صَلِّ عَلى مُحَمَّدٍ وآلِ مُحَمَّدٍ وَاغفِر لي ما قَدَّمتَ وما أخَّرتَ ، وأعلَنتَ وأسرَرتَ ، وما أنتَ أعلَمُ بِهِ مِنّي ، وأنتَ المُقَدِّمُ وأنتَ المُؤَخِّرُ .
اللّهُمّ صَلِّ عَلى مُحَمَّدٍ وآلِ مُحَمَّدٍ ، ودُلَّني عَلَى العَدلِ وَالهُدى وَالصَّوابِ وقِوامِ الدّينِ .
اللّهُمّ وَاجعَلني هادِياً مَهدِيّاً راضِياً مَرضيّاً ، غَيرَ ضالٍّ ولا مُضِلٍّ .
اللّهُمّ رَبَّ السَّماواتِ السَّبعِ ، ورَبَّ الأَرَضينَ السَّبعِ ، ورَبَّ العَرشِ العَظيمِ ، اِكفِنِي المُهِمَّ مِن أمري بِما شِئتَ ، وصَلِّ عَلى مُحَمَّدٍ وآلِهِ .
وَادعُ بِما أحبَبتَ .
[ 59 و 60] ثُمَّ تُصَلِّي رَكعَتَينِ وتَقولُ :
اللّهُمّ إنَّ عَفوَكَ عَن ذَنبي وتَجاوُزَكَ عَن خَطيئَتي ، وصَفحَكَ عَن ظُلمي وسَترَكَ عَلى قَبيحِ عَمَلي ، وحِلمَكَ عَن كَثيرِ جُرمي عِندَما كانَ مِن خَطائي

1.العثرة : المرّة من العثار في المشي ، فاستعير للذنوب والخطايا . وإقالة النادم هو أن يجيب المشتريَ المغبونَ المستدعي لفسخ البيع إلى الفسخ ، فاستعمل في المغفرة ؛ لأنّ العبد كأنّه اشترى من اللّه العقوبة بذنبه ، فصار مغبوناً ، فيطلب الإقالة منه تعالى (بحارالأنوار : ۸۷ / ۲۵۴) .

  • نام منبع :
    شهر الله في الكتاب و السنّة
    سایر پدیدآورندگان :
    الافقی، رسول
    تعداد جلد :
    1
    ناشر :
    دارالحدیث
    محل نشر :
    قم
    تاریخ انتشار :
    1382
    نوبت چاپ :
    الاولی
تعداد بازدید : 138803
صفحه از 628
پرینت  ارسال به