521
شهر الله في الكتاب و السنّة

ثُمَّ إنَّهُ رَفَعَ يَدَيهِ حَتّى صارَتا بِإِزاءِ وَجهِهِ وقالَ :
إلهي وسَيِّدي أنتَ فَطَرتَني وَابتَدَأتَ خَلقي لا لِحاجَةٍ مِنكَ إلَيَّ بَل تَفَضُّلاً مِنكَ عَلَيَّ ، وقَدَّرتَ لي أجَلاً ورِزقا لا أتَعَدّاهُما ولايَنقُصُني أحَدٌ مِنهُما شَيئا ، وكَنَفتَني ۱ منِكَ بِأَنواعِ النِّعَمِ وَالكِفايَةِ طِفلاً وناشِئا ، مِن غَيرِ عَمَلٍ عَمِلتُهُ فَعَلِمتَهُ مِنّي فَجازَيتَني عَلَيهِ ، بَل كانَ ذلِكَ مِنكَ تَطَوُّلاً عَلَيَّ وَامتِنانا ، فَلَمّا بَلَغتَ بي أجَلَ الكِتابِ مِن عِلمِكَ بي ووَفَّقتَني لِمَعرِفَةِ وَحدانِيَّتِكَ وَالإِقرارِ بِرُبوبِيَّتِكَ ، فَوَحَّدتُكَ مُخلِصا لَم أدعُ لَكَ شَريكا في مُلكِكَ ، ولا مُعينا عَلى قُدرَتِكَ ، ولَم أنسِب إلَيكَ صاحِبَةً ولا وَلَدا .
فَلَمّا بَلَغتَ بي تَناهِي الرَّحمَةِ مِنكَ عَلَيَّ ، مَنَنتَ بِمَن هَدَيتَني بِهِ مِنَ الضَّلالَةِ ، وَاستَنقَذتَني بِهِ مِنَ الهَلَكَةِ ، وَاستَخلَصتَني بِهِ مِنَ الحَيرَةِ وفَكَكتَني بِهِ مِنَ الجَهالَةِ ، وهُوَ حَبيبُكَ ونَبِيُّكَ مُحَمَّدٌ صلى الله عليه و آله ، أزلَفُ ۲ خَلقِكَ عِندَكَ وأكرَمُهُم مَنزِلَةً لَدَيكَ ، فَشَهِدتُ مَعَهُ بِالوَحدانِيَّةِ وأقرَرتُ لَكَ بِالرُّبوبِيَّةِ وَالرِّسالَةِ ، وأوجَبتَ لَهُ عَلَيَّ الطّاعَةَ ، فَأَطَعتُهُ كَما أمَرتَ وصَدَّقتُهُ فيما حَتَمتَ ، وخَصَصتَهُ بِالكِتابِ المُنزَلِ عَلَيهِ وَالسَّبعِ المَثانِي المُوحاةِ إلَيهِ ، وأسمَيتَهُ القُرآنَ وأكنَيتَهُ الفُرقانَ العَظيمَ .
فَقُلتَ جَلَّ اسمُكَ : «وَ لَقَدْ ءَاتَيْنَـكَ سَبْعًا مِّنَ الْمَثَانِى وَ الْقُرْءَانَ الْعَظِيمَ» . ۳ وقُلتَ ـ جَلَّ قَولُكَ ـ لَهُ حينَ اختَصَصتَهُ بِما سَمَّيتَهُ بِهِ مِنَ الأَسماءِ : «طـه مَآ أَنزَلْنَا عَلَيْكَ الْقُرْءَانَ لِتَشْقَى»۴ وقُلتَ عَزَّ قَولُكَ :

1.كَنَفه : حاطَهُ (القاموس المحيط : ۳ / ۱۹۲) .

2.الزُلفة والزُلفى : القربة والمنزلة (الصحاح : ۴ / ۱۳۷۰).

3.الحِجر : ۸۷ .

4.طه : ۱ و ۲ .


شهر الله في الكتاب و السنّة
520

مَنَنتَ عَلَيَّ بِهِم ، فَاختِم لي بِالسَّعادَةِ وَالأَمنِ ، وَالسَّلامَةِ وَالإِيمانِ وَالمَغفِرَةِ وَالرِّضوانِ ، وَالسَّعادَةِ وَالحِفظِ .
يا أللّهُ أنتَ لِكُلِّ حاجَةٍ لَنا ، فَصَلِّ عَلى مُحَمَّدٍ وآلِهِ وعافِنا ، ولا تُسَلِّط عَلَينا أحَدا مِن خَلقِكَ لاطاقَةَ لَنا بِهِ ، وَاكفِنا كُلَّ أمرٍ مِن أمرِ الدُّنيا وَالآخِرَةِ يا ذَا الجَلالِ وَالإِكرامِ ، صَلِّ عَلى مُحَمَّدٍ وآلِ مُحَمَّدٍ ، وتَرَحَّم عَلى مُحَمَّدٍ وآلِ مُحَمَّدٍ ، وسَلِّم عَلى مُحَمَّدٍ وآلِ مُحَمَّدٍ ، كَأَفضَلِ ما صَلَّيتَ وبارَكتَ وتَرَحَّمتَ وسَلَّمتَ وتَحَنَّنتَ عَلى إبراهيمَ وآلِ إبراهيمَ،إنَّكَ حَميدٌ مَجيدٌ. ۱

۸۳۳.الإقبال عن جابر بن عبد اللّه الأنصاري :كُنتُ بِالمَدينَةِ وقَد وُلِّيَها مَروانُ بنُ الحَكَمِ مِن قِبَلِ يَزيدَ بنِ مُعاوِيَةَ ، وكانَ شَهرُ رَمَضانَ ، فَلَمّا كانَ في آخِرِ لَيلَةٍ مِنهُ أمَرَ مُنادِيَهُ أن يُنادِيَ بِالنّاسِ فِي الخُروجِ إلَى البَقيعِ لِصَلاةِ العيدِ ، فَغَدَوتُ مِن مَنزِلي اُريدُ إلى سَيِّدي عَلِيِّ بنِ الحُسَينِ عليهماالسلام غَلَسا ۲ ، فَما مَرَرتُ بِسِكَّةٍ مِن سِكَكِ المَدينَةِ إلاّ رَأيتُ أهلَها خارِجينَ إلَى البَقيعِ ، فَيَقولونَ : إلى أينَ تُريدُ يا جابِرُ؟ فَأَقولُ : إلى مَسجِدِ رَسولِ اللّهِ صلى الله عليه و آله ، حَتّى أتَيتُ المَسجِدَ فَدَخَلتُهُ ، فَما وَجَدتُ فيهِ إلاّ سَيِّدي عَلِيَّ بنَ الحُسَينِ عليهماالسلام قائِما ۳ يُصَلِّي صَلاةَ الفَجرِ وَحدَهُ ، فَوَقَفتُ وصَلَّيتُ بِصَلاتِهِ ، فَلَمّا أن فَرَغَ مِن صَلاتِهِ سَجَدَ سَجدَةَ الشُّكرِ .
ثُمَّ إنَّهُ جَلَسَ يَدعو وجَعَلتُ اُؤَمِّنُ عَلى دُعائِهِ ، فَما أتى إلى آخِرِ دُعائِهِ حَتّى بَزَغَتِ الشَّمسُ ، فَوَثَبَ قائِما عَلى قَدَمَيهِ تُجاهَ القِبلَةِ وتُجاهَ قَبرِ رَسولِ اللّهِ صلى الله عليه و آله .

1.الإقبال : ۱ / ۴۶۸ ، المقنعة : ۱۹۵ ، المهذّب للقاضي ابن البرّاج : ۱ / ۱۱۸ ، تهذيب الأحكام : ۳ / ۱۴۰ / ۳۱۵ ، مصباح المتهجّد : ۶۵۵ / ۷۲۶ ، المصباح للكفعمي : ۸۶۶ ، البلد الأمين : ۲۴۱ وذُكِر الدعاء في الأربعة الأخيرة بعد صلاة العيد وكلّها نحوه ، بحار الأنوار : ۹۱ / ۱ / ۱ و ج ۹۸ / ۲۰۳ / ۱ .

2.الغَلَس : ظلام آخر الليل (لسان العرب : ۶ / ۱۵۶)

3.في المصدر : «قائم» ، والتصحيح من بحار الأنوار .

  • نام منبع :
    شهر الله في الكتاب و السنّة
    سایر پدیدآورندگان :
    الافقی، رسول
    تعداد جلد :
    1
    ناشر :
    دارالحدیث
    محل نشر :
    قم
    تاریخ انتشار :
    1382
    نوبت چاپ :
    الاولی
تعداد بازدید : 112512
صفحه از 628
پرینت  ارسال به