551
شهر الله في الكتاب و السنّة

المُقيمِ الَّذي لا زَوالَ لَهُ ولاَ اضمِحلالَ ، بَعدَ أن شَرَطتَ عَلَيهِمُ الزُّهدَ في دَرَجاتِ هذهِ الدُّنيَا الدَّنِيَّةِ ۱ ( وزُخرُفِها ) ۲ وزِبرِجِها ، فَشَرَطوا لَكَ ذلِكَ وعَلِمتَ مِنهُمُ الوَفاءَ بِهِ ، فَقَبِلتَهُم وقَرَّبتَهُم وقَدَّمتَ لَهُمُ الذِّكرَ العَلِيَّ وَالثَّناءَ الجَلِيَّ ، وأهبَطتَ عَلَيهِم مَلائِكَتَكَ وكَرَّمتَهُم بِوَحيِكَ ورَفَدتَهُم بِعِلمِكَ ، وجَعَلتَهُمُ الذَّرائِعَ ۳ إلَيكَ وَالوَسيلَةَ إلى رِضوانِكَ .
فَبَعضٌ أسكَنتَهُ جَنَّتَكَ إلى أن أخرَجتَهُ مِنها ، وبَعضٌ حَمَلتَهُ في فُلكِكَ ونَجَّيتَهُ ومَن آمَنَ مَعَهُ مِنَ الهَلَكَةِ بِرَحمَتِكَ ، وبَعضٌ اتَّخَذتَهُ لِنَفسِكَ خَليلاً وسَأَلَكَ لِسانَ صِدقٍ فِي الآخِرَةَ فَأَجَبتَهُ ، وجَعَلتَ ذلِكَ عَلِيّاً ، وبَعضٌ كَلَّمتَهُ مِن شَجَرَةٍ تَكليماً ، وجَعَلتَ لَهُ مِن أخيهِ رِدءاً ووَزيراً ، وبَعضٌ أوَلدتَهُ مِن غَيرِ أبٍ ، وآتَيتَهُ البَيِّناتِ وأيَّدتَهُ بِروحِ القُدُسِ .
وكُلٌّ شَرَعتَ لَهُ شَريعَةً ونَهَجتَ لَهُ مِنهاجاً ۴ وتَخَيَّرتَ لَهُ أوصِياءَ ۵ ، مُستَحفِظاً بَعدَ مُستَحفِظٍ ، مِن مُدَّةٍ إلى مُدَّةٍ إقامَةً لِدينِكَ ، وحُجَّةً عَلى عِبادِكَ ، ولِئَلاّ يَزولَ الحَقُّ عَن مَقَرِّهِ ، ويَغلِبَ الباطِلُ عَلى أهلِهِ ، ولا يَقولَ أحَدٌ لَولا أرسَلتَ إلَينا رَسولاً مُنذِراً وأقَمتَ لَنا عَلَماً هادِياً ، فَنَتَّبِـعَ آياتِكَ مِن قَبلِ أن نَذِلَّ ونَخزى .
إلى أنِ انتَهَيتَ بِالأَمرِ إلى حَبيبِكَ ونَجيبِكَ مُحَمَّدٍ صَلَّى اللّهُ عَلَيهِ وآلِهِ ، وكانَ كَما انتَجَبتَهُ سَيِّدَ مَن خَلَقتَهُ وصَفوَةَ مَنِ اصطَفَيتَهُ ، وأفضَلَ مَنِ اجتَبَيتَهُ وأكرَمَ مَنِ اعتَمَدتَهُ ، قَدَّمتَهُ عَلى أنبِيائِكَ وبَعَثتَهُ إلى الثَّقَلَينِ مِن

1.الدَنيّ : الضعيف الخسيس (لسان العرب : ۱۴ / ۲۷۴) .

2.مابين القوسين أثبتناه من بحار الأنوار .

3.الذرائع : جمع ذريعة ، وهي الوسيلة (الصحاح : ۳ / ۱۲۱۱) .

4.في نسخة : «منهاجه» .

5.في نسخة : «أوصياءه» .


شهر الله في الكتاب و السنّة
550

الإِمساكُ عَن تَمجيدِكَ بِما أنتَ أهلُهُ ، لا رَغبَةً يا إلهي عَنكَ بَل عَجزاً ، فَهأنذا يا إلهي أؤُمُّكَ بِالوِفادَةِ ، وأسأَلُكَ حُسنَ الرِّفادَةِ . ۱
فَصَلِّ عَلى مُحَمَّدٍ وآلِهِ ، وَاسمَع نَجوايَ وَاستَجِب دُعائي ، ولاتَختِم يَومي بِخَيبَتي ولاتَجبَهني بِالرَّدِّ في مَسأَلَتي ، وأكرِم مِن عِندِكَ مُنصَرَفي وإلَيكَ مُنقَلَبي ، إنَّكَ غَيرُ ضائِقٍ عَمّا تُريدُ ولا عاجِزٍ عَمّا تُسأَلُ ، وأنتَ عَلى كُلِّ شَيءٍ قَديرٌ ، ولاحَولَ ولا قُوَّةَ إلاّ بِاللّهِ العَلِيِّ العَظيمِ . ۲

3 / 7

دُعاءُ النُّدبَةِ بَعدَ الصَّلاةِ

۸۸۸.مصباح الزائر۳:مصباح الزائر ۴ : ذَكَرَ بَعضُ أصحابِنا ۵ : قالَ مُحَمَّدُ بنُ عليِّ بنِ أبي قُرَّةَ : نَقَلتُ مِن كِتابِ مُحمَّدِ بنِ الحُسَينِ بنِ سِنانٍ البَزوفَريِّ دُعاءَ النُّدبَةِ ، وَذَكَرَ أنَّهُ الدُّعاءُ لِصاحِبِ الزَّمانِ صَلَواتُ اللّهِ عَلَيهِ ، ويُستَحَبُّ أن يُدعى بِهِ فِي الأعيادِ الأربَعَةِ وَهُوَ :
الحَمدُ للّهِِ رَبِّ العالَمينَ وصَلَّى اللّهُ عَلى سَيِّدِنا مُحَمَّدٍ نَبِيِّهِ وآلِهِ وسَلَّمَ تَسليماً .
اللّهُمّ لَكَ الحَمدُ عَلى ما جَرى بِهِ قَضاؤُكَ في أولِيائِكَ الَّذينَ استَخلَصتَهُم لِنَفسِكَ ودينِكَ ، إذِ اختَرتَ لَهُم جَزيلَ ما عِندَكَ مِنَ النَّعيمِ

1.الرِفْد : العَطاء والصِلَة (الصحاح : ۲ / ۴۷۵) .

2.مصباح المتهجّد : ۳۶۹ / ۵۰۰ ، الصحيفة السجّاديّة : ۱۸۱ الدعاء ۴۶ وفيه «دعاؤه للعيدين والجمعة» ، جمال الاُسبوع : ۲۶۲ عن المتوكّل بن هارون عن الإمام الصادق عنه عليهماالسلام ، المصباح للكفعمي : ۵۷۲ ، البلد الأمين : ۴۹۰ .

3.وقال في الإقبال : «دعاء آخر بعد صلاة العيد ويدعى به في الأعياد الأربعة» .

4.هو الشيخ أبوعبد اللّه محمّد بن جعفر المشهدي ، ذكره في كتابه «المزار الكبير» .

  • نام منبع :
    شهر الله في الكتاب و السنّة
    سایر پدیدآورندگان :
    الافقی، رسول
    تعداد جلد :
    1
    ناشر :
    دارالحدیث
    محل نشر :
    قم
    تاریخ انتشار :
    1382
    نوبت چاپ :
    الاولی
تعداد بازدید : 108478
صفحه از 628
پرینت  ارسال به