الحاشيه علي أصول الكافي (استرآبادي) - صفحه 319

بالتعدّد ، ومن قال بالتعدّد فقد أبطل أزله . «ا م ن».

[ قوله : باب البداء ]

يعني : البداء في حقّه تعالى أن يُظهر في ثاني الحال علما كان مخفيّا عنده ، وفي حقّ الخلق أن يَظهر له رأي بعد أن لم يكن . «ا م ن».
معنى البداء في حقّه تعالى ظهور إرادة و تقدير عند الخلق لم تكن ظاهرة قبل ، سواء كان مظنونهم خلافها أو لم يكن . «ا م ن».
قوله : ما عُظّم اللّه بمثل البداء [ ص 146 ح 1 ] ؛ القول بالبداء في حقّه تعالى ردّ على اليهود حيث زعموا أنّه فَرَغَ من الأمر ؛ لأنّه عالم في الأزل بمقتضيات الأشياء فقدّر كلّ شيء على وفق علمه.
وملخّص الردّ أنّه يتجدّد له تعالى تقديرات و إرادات كلّ يوم بحسب المصالح المنظورة له تعالى.
قوله : يقدّم ما يشاء إلخ [ ص 147 ح 3 ] أي يقدّره في اللوح أوّلاً على وجه ، ثمّ يغيّر ذلك إلى وجه آخر ، وهذا هو البداء في حقّه تعالى . «ا م ن».
قوله : أجل محتوم وأجل موقوف [ ص 147 ح 4 ] يعني : نقوش اللوح المحفوظ ـ وهي المشيئة والإرادة والتقدير كما سيجيء في كلامهم عليهم السلام ـ قسمان : قسم حتمه اللّه تعالى ، أي لن يمحوه ويعمل على وفقه . وقسم موقوف على مشيئة جديدة ، فعلم من ذلك تجدّد إرادته تعالى وهذا هو معنى البداء في حقّه تعالى . «ا م ن».
قوله : لا مقدّرا ولا مكوّنا إلخ [ ص 147 ح 5 ] يعني قد مضى على الإنسان وقت لم يكن هو موجودا في الأرض مذكورا بين أهل الأرض ، ولم يكن تقديره أيضا ـ أي نقشه ـ موجودا في اللوح المحفوظ ، فعلم تجدّد إرادته تعالى وتجدّد تقديره ، وهذا هو معنى البداء في حقّه تعالى.
قوله : العلم علمان ، فعلم عند اللّه مخزون إلخ [ ص 148 ح ] الحاصل أنّ التقدير ـ وهو النقش في اللوح المحفوظ ـ قسمان : قسم مكتوب فيه : إن شئتُ ، وقسم ليس بمكتوب

صفحه از 410