الحاشيه علي أصول الكافي (استرآبادي) - صفحه 328

ونستطيع أن لانعمل . قال : فقال أبو عبد اللّه عليه السلام : قل [ له : هل ]تستطيع أن لا تذكر ما تكره ولا تنسى ما تحبّ؟ فإنْ قال : لا ، فقد ترك قوله ، وإن قال : نعم ، فلا تكلّمه أبدا فقد ادّعى الربوبيّة. ۱
ومعنى الحديث الأخير أنّه إذا لم تستطع حفظ معنى في خاطرك فكيف تستطيع أن تعمله؟
ويمكن الجمع بين الأخبار بما ذكرناه في الحواشي السابقة من أنّ الاستطاعة قسمان ظاهريّة وباطنيّة ، وأنّ الظاهريّة مناط التكليف وأنّها متقدّمة على التكليف ، ألاترى أنّ الحجّ يجب على من يموت في طريق مكّة ، وأنّ الاستطاعة الجامعة للظاهريّة والباطنيّة إنّما تحصل في وقت الفعل والترك . «ا م ن».
قوله : أو كما قال [ ص 162 ح 4 ] من شكّ الراوي ، أي مثل ما مرّ . «بخطه».
قوله : باب البيان والتعريف [ ولزوم الحجّة ] هنا مقامان : الأوّل : أنّ الصور الإدراكيّة ـ المطابقة للواقع وغير المطابقة ـ كلّها فائضة من اللّه تعالى بأسبابها المختلفة . وهذا قول الحكماء وعلماء الإسلام قال اللّه تعالى : «سُبْحَانكَ لاعِلْمَ لنا إلاّ ما عَلَّمْتَنا»۲ وشبهها من الآيات.
والثاني : أنّ اللّه تعالى لم يكلّفنا بالكسب والنظر لنعرف أنّ لنا خالقا ، بل عليه أن يعرّف نفسه . وفيه ردّ على المعتزلة والأشاعرة حيث زعموا أنّ أوّل الواجبات النظر لتحصيل معرفة الخالق . وفي كتاب العلل وغيره ۳ تصريحات بأنّ اوّل الواجبات الإقرار بالشهادتين . «ا م ن».
قوله : هل [ جعل ] في الناس أداة إلخ [ ص 163 ح 5 ] فيه دلالة على عدم تعلّق

1.كتاب التوحيد ، ص ۳۵۲ ، ح ۲۲ .

2.سورة البقرة : الآية ۳۲ .

3.انظر علل الشرائع ، ص ۲۵۲ ، باب ۱۸۲ ، ح ۹ ؛ بحار الأنوار ، ج ۸۴ ، ص ۱۴۴ ح ۳۹ و ج ۶۹ ، ص ۲ ح ۲ و ۳ و ص۸ ح ۸ ، ص ۱۵ ، ح ۱۶ .

صفحه از 410