اسقني ، فسقاه ، ثمّ قال : اسق الجماعة ، فشربوا ، ثمّ رأيت كأنّه قال : اسق المتّكئ على هذا الدكّان ، فقال له الحسن عليه السلام : يا جدّ ، أ تأمرني أن أسقي هذا وهو يلعن والدي في كلّ يوم ألف مرّة بين الأذان والإقامة ؟ ! وقد لعنه في هذا اليوم أربعة آلاف مرّة بين الأذان والإقامة !
فأتاني النبيّ صلى الله عليه و آله وسلم فقال لي : ما لك ـ عليك لعنة اللّه ـ تلعن عليّاً وعليٌّ منّي ، ورأيت كأنّه تفل في وجهي وضربني برجله ، وقال لي : قم ـ غيّر اللّه ما بك من نعمة ـ ، فانتبهت من نومي فإذا رأسي رأس خنزير ، ووجهي وجه خنزير ! فقال لي أبو جعفر الدوانيقي : أ هذان الحديثان في يدك ؟ قلت : لا ، فقال : يا سليمان ، حبّ عليّ إيمان ، وبغضه نفاق ، واللّهِ لا يحبّه إلاّ مؤمن ، ولا يبغضه إلاّ منافق . قال : قلت : الأمان يا أمير المؤمنين ؟ قال : لك الأمان . قلت : فما تقول في قاتل الحسين عليه السلام ؟ قال : إلى النار ، وكذلك كلّ من يقتل ولد رسول اللّه صلى الله عليه و آله وسلم إلى النار وفي النار . قال : الملك عقيم يا سليمان ، اُخرج [ فحدّث ] بما سمعت ۱ .
۵۲.وبالإسناد إلى خالد بن ربعي ، قال :إنّ أمير المؤمنين عليه السلام دخل مكة في بعض حوائجه ، فوجد أعرابيّاً متعلّقاً بأستار الكعبة وهو يقول : يا صاحب البيت ، البيت بيتك ، والضيف ضيفك ، ولكلّ ضيف من مضيّفه قِرىً ۲ ، فاجعل قراي منك الليلة المغفرة ! فقال أمير المؤمنين عليه السلاملأصحابه : أ ما تسمعون كلام الأعرابي ؟ قالوا : نعم . قال : اللّه أكرم من أن يردّ ضيفه ! قال : فلمّا كان في الليلة الثانية وجده متعلّقاً بذلك الركن وهو يقول : يا عزيزاً في عزّك ، فلا أعزّ منك في عزّك ، أعزّني بعزّ عزّك ، في عزٍّ لا يعلم أحد كيف هو ، أتوجّه إليك ، وأتوسّل إليك بحقّ محمّدٍ وآل محمّدٍ عليك ، أعطني ما لا يعطيني أحد غيرك ، واصرف عنّي ما لا يصرفه أحدٌ غيرك .
قال : فقال أمير المؤمنين عليه السلام لأصحابه : هذا ـ واللّه ـ الاسم الأكبر بالسريانيّة ،
1.أمالي الصدوق ، ص۵۲۱ ؛ بشارة المصطفى ، ص۱۷۰ ؛ المناقب للكوفي ، ج۲ ، ص۵۸۹ ؛ الثاقب في المناقب ، ص۲۳۳ .
2.القِرى : ما يُقَدَّم إلى الضيف .