رسول اللّه صلى الله عليه و آله وسلمذات يومٍ وهو راكب ، وخرج عليٌّ عليه السلام وهو يمشي ، فقال له : يا أبا الحسن ، إمّا أن تركب ، وإمّا أن تنصرف ؛ فإنّ اللّه عز و جل أمرني أن تركب إذا ركبتُ ، وتمشي إذا مشيت ، وتجلس إذا جلست ، إلاّ [ أن ] يكون حدّ من حدود اللّه لابدّ لك من القيام والقعود فيه ، وما أكرمني اللّه بكرامةٍ إلاّ وقد أكرمك بمثلها ، وخصّني بالنبوّة والرسالة ، وجعلك وليّي في ذلك ، تقوم في حدوده وفي صعب اُموره ، والّذي بعث محمّداً بالحقّ نبيّاً ما آمن بي من أنكرك ، ولا أقرّ بي [ من ]جحدك ، ولا آمن باللّه من كفر بك ، وإنّ فضلك لمن فضلي ، وإنّ فضلي لفضل اللّه ، وهو قول ربّي عز و جل : « قُلْ بِفَضْلِ اللّهَ وَبِرَحْمَتِهِ فَبِذلِكَ فَلْيَفْرَحُوا هُوَ خَيْرٌ مِمَّا يَجْمَعُونَ »۱ فبفضل اللّه نبوّة نبيّكم ، وبرحمته ولاية عليّ بن أبي طالب عليه السلام ، « فَبِذلِكَ » قال : بالنبوّة والولاية ، « فَلْيَفْرَحُوا » يعني الشيعة و « هُوَ خَيْرٌ مِمَّا يَجْمَعُونَ » يعني مخالفيهم من الأهل والمال والولد في دار الدنيا .
واللّه يا عليّ ، ما خُلقتَ إلاّ ليُعبد ربّك ، ولتعرف بك معالم الدين ، ويصلح بك دارس السبل ۲ ، ولقد ضلّ من ضلّ عنك ، ولن يهتدي إلى اللّه من لم يهتد إليك وإلى ولايتك ، وهو قول ربّي عز و جل : « وَإِنِّي لَغَفَّارٌ لِمَن تَابَ وَآمَنَ وَعَمِلَ صَالِحاً ثُمَّ اهْتَدَى »۳ يعني إلى ولايتك .
ولقد أمرني ربّي ـ تبارك وتعالى ـ أن أفرِض من حقّك ما أفرضه من حقّي ، وإنّ حقّك لمفروضٌ على من آمن بي ، ولولاك لم يُعرف حزب اللّه ، وبك يعرف عدوّ اللّه ، ومن لم يَلقه بولايتك لم يلقه بشيء ، ولقد أنزل اللّه عز و جل : « يَا أَيُّهَا الرَّسُولُ بَلِّغْ مَا أُنْزِلَ إِلَيْكَ مِن رَبِّكَ » يعني في ولايتك يا عليّ « وَإِن لَمْ تَفْعَلْ فَمَا بَلَّغْتَ رِسَالَتَهُ »۴ ولو لم اُبلّغ ما اُمرتُ به من ولايتك لحبط عملي ، ومن لقي اللّه عز و جل بغير ولايتك فقد حبط عمله ، وعداً ينجز
1.سورة يونس ، الآية ۵۸ .
2.في المصدر : دارس السبيل .
3.سورة طه ، الآية ۸۲ .
4.سورة المائدة ، الآية ۶۷ .