وشممتهما . فقلت : ما سبب هذا السنبل والقرنفل ؟ فقال : إنّ اللّه ـ تبارك وتعالى ـ أمر سكّان الجنّة من الملائكة ومن فيها أن يزيّنوا الجنان كلّها بمغارسها وأشجارها وثمارها وقصورها ، وأمر ريحها فهبّت بأنواع العطر والطيب ، وأمر حور عينها بالقراءة بسورة يس وحمعسق .
ثمّ نادى مناد من تحت العرش : ألا إنّ اليوم يوم وليمة عليّ بن أبي طالب عليه السلام ، [ ألا إنّي اُشهدكم أنّي قد زوّجت فاطمة بنت محمّد من عليّ بن أبي طالب ] ، رضي منّي بعضهما لبعض ، ثمّ بعث اللّه ـ تبارك وتعالى ـ سحابة بيضاء ، فمطرت عليهم من لؤلؤها وزبرجدها ويواقيتها ، وقامت الملائكة فنثرت من سنبلها وقرنفُلها ، وهذا ممّا نثرت الملائكة .
ثمّ أمر اللّه تعالى ملكاً من ملائكة الجنّة يقال له راجيل ۱ ، وليس في الملائكة بأبلغ منه ، فقال : اخطب يا راجيل ، فخطب بخطبة لم يسمع بمثلها أهل السماء ولا أهل الأرض ، ثمّ نادى منادٍ : ألا يا ملائكتي وسُكّان جنّتي ، باركوا على عليّ بن أبي طالب عليه السلامحبيب محمّد ، وفاطمة بنت محمّد صلى الله عليه و آله وسلم ، فقد باركتُ عليهما . ألا إنّي زوّجت أحبّ النساء إليّ بعد النبيّين والمرسلين . فقال راجيل الملك : يا ربّ ، وما بركتُك فيها بأكثر ممّا رأينا في جنانك ودارك ؟
فقال عز و جل : يا راجيل ، إنّ من بركتي عليهما أن أجمعهما على محبّتي ، وأجعلهما حجّة على خلقي . وعزّتي وجلالي لأخلقنّ منهما خلقاً ، ولأنشأنّ منهما ذرّيّةً أجعلهم خُزّاني في أرضي ، ومعادنَ لعلمي ، ودعاةً إلى ديني ، بهم أحتجّ على خلقي بعد النبيّين والمرسلين .
فأبشر يا عليّ ؛ فإنّ اللّه عز و جل أكرمك كرامة لم يُكرِم بمثلها أحداً ، وقد زوّجتك ابنتي فاطمة على ما زوّجك الرحمان ، وقد رضيت لها بما رضي اللّه لها ، فدونك أهلك ؛ فإنّك أحقّ بها منّي ، ولقد أخبرني جبرئيل عليه السلام : أنّ الجنّة مشتاقة إليكما ، ولولا أنّ اللّه قدّر