جواهر المطالب في فضائل عليّ بن أبي طالب (سلام الله علیه) - صفحه 158

تدخل البيت وتضع فيه ، فبهذا فضيلته عليه . فقال لها : صدقت يا حليمة . ثمّ إنّه أحسن إليها ، وخرجت عنه مسرورة ، والحمد للّه ۱ .

۱۱۹.وروي عن سلمان الفارسي رضى الله عنه أنّ رسول اللّه صلى الله عليه و آله وسلم قال :« أنا مدينة العلم ، وعليّ بابها » ، فلمّا سمع الخوارج بهذا الحديث حسدوا عليَّ بن أبي طالب على ذلك ، فاجتمع عشرة نفر من رؤساء الخوارج وقالوا : يسأل كلّ واحد منّا لعليٍّ مسألة واحدة ؛ لننظر كيف يجيبُ لنا فيها ، فإن أجاب كلَّ واحد منّا جواباً واحداً علمنا أنّه لا علم له ، فجاء واحد منهم وقال له : يا عليّ ، العلم أفضل أم المال ؟ فأجاب : إنّ العلم أفضل من المال . فقال له : بأيّ دليل ؟ فقال : لأنّ العلم ميراث الأنبياء ، والمال ميراث قارون وهامان وفرعون وعاد وشدّاد . فذهب الرجل إلى أصحابه بهذا الجواب فأعلمهم .
فنهض منهم واحد آخر وسأله كما سأل الأوّل فقال : يا عليّ ، العلم أفضل أم المال ؟ فقال : العلم أفضل . فقال : بأيّ دليل ؟ فقال : لأنّ المال تحرسه ، والعلم يحرسك . فردّ إلى أصحابه فأخبرهم فقالوا : صدق عليّ .
فنهض الثالث وقال : يا عليّ ، العلم أفضل أم المال ؟ فقال : بل العلم أفضل . فقال : بأيّ دليل ؟ فقال : لأنّ لصاحب المال أعداء كثيرة ، ولصاحب العلم أصدقاء كثيرة . فرجع إلى أصحابه فأخبرهم .
فنهض الرابع وقال : يا عليّ ، العلم أفضل أم المال ؟ فقال : بل العلم أفضل . فقال : بأيّ دليل ؟ فقال : لأنّ المال إذا تصرّفت فيه ينقص ، والعلم إذا تصرّفت فيه يزيد . فرجع إلى أصحابه وأخبرهم بذلك .
فقام الخامس وقال : يا عليّ ، العلم أفضل أم المال ؟ فقال : بل العلم . فقال : بأيّ دليل ؟ فقال عليه السلام : لأنّ صاحب المال يُدعى باسم البخل واللُّؤم ، وصاحب العلم يدعى باسم الإكرام والإعظام . فردّ إلى أصحابه وأعلمهم بذلك .

1.الفضائل ، لابن شاذان ، ص۱۳۷ ، مع اختلافٍ .

صفحه از 271