جواهر المطالب في فضائل عليّ بن أبي طالب (سلام الله علیه) - صفحه 168

يصنع ، وقد ذعرت منه ذعراً شديداً ، فهرول من يدها فأدار عينيه في السماء ، وكان منه أنّه قال عند نظر الكواكب : هذا ربّي . ثمّ لمّا رأى القمر بازغاً قال : هذا ربّي . ثمّ لمّا رأى الشمس قال : هذا ربّي . فقال اللّه : « وَكَذلِكَ نُرِي إِبْرَاهِيمَ مَلَكُوتَ السَّماوَاتِ وَالْأَرْضِ وَلِيَكُونَ مِنَ الْمُوقِنِينَ »۱ إلى آخر القصّة .
وعلمتم أنّ موسى عليه السلام ابن عمران كان قريباً من فرعون ، وكان فرعون في طلبه يقدّ بطون الحوامل من أجله ، فلمّا ولدته اُمّه فزعت عليه فطرحته في التابوت وكان يقول له : يا اُمّاه ، ألقيني في اليمّ . فقالت له وهي مذعورة من كلامه : إنّي أخاف عليك الغرق ! قال لها : لا تخافي ولا تحزني ، واللّه رادّني عليك . ثمّ ألقته في اليمّ ، ثمّ بقي في اليمّ لا يطعم طعاماً ولا يشرب ماء معصوماً ۲ ، إلى أن يردّ إلى اُمّه ، ففي سبعين يوماً في اليمّ ، فأخبر اللّه عنه في كتابه المجيد « إِذْ تَمْشِي أُخْتُكَ فَتَقُولُ هَلْ أَدُلُّكُمْ عَلَى مَن يَكْفُلُهُ فَرَجَعْناكَ إِلَى أُمِّكَ »۳ الآية .
وقصة عيسى بن مريم عليهماالسلام إذ كلّم اُمَّه عند ولادته ، وقصّته مشهورة « فَنَادَاهَا مِن تَحْتِهَا أَلاَّ تَحْزَنِي »۴ الآية ، وقد علمتم جميعاً أنّي أفضل الأنبياء ، وقد خُلقتُ أنا وعليٌّ من نور واحد ، وإنّ نورنا كان يُسمَع تسبيحه في أصلاب آبائنا وبطون اُمّهاتنا في كلّ عصر وزمن إلى عبد المطّلب ، وكان نورنا يظهر في وجوه آبائنا ، فلمّا وصل إلى عبد المطّلب انقسم النور نصفين : نصف إلى عبد اللّه ، ونصف إلى أبي طالب عمّي ؛ فإنّهما كانا إذا جلسا في ملإٍ من الناس تلألأ نورنا في وجوههما من دونهم ، حتّى أنّ الهوامّ والسباع يسلّمون عليهما لأجل نورنا ، حتّى خرجنا إلى دار الدنيا ، وقد نزل عَلَيّ جبرئيل عليه السلام عند ولادة عليّ ابن عمّي ، وقال : يا محمّد ، ربّك يقرئك السلام ويقول لك :

1.سورة الأنعام ، الآية ۷۵ .

2.في الروضة : مخصوماً .

3.سورة طه ، الآية ۴۰ .

4.سورة مريم ، الآية ۲۴ .

صفحه از 271