بكلمة اُخرى فخلق من تلك الكلمة نوراً ، فأضاف النور إلى تلك الروح وأقامها أمام العرش ، فزهرت المشارق والمغارب ، فهي فاطمة الزهراء ، ولذلك سمّيت الزهراء ؛ لأنّ نورها زهرت ۱ به السماوات .
يا ابن مسعود ، إذا كان يوم القيامة يقول اللّه ـ جلّ جلاله ـ لي ولعليّ : أدخِلا الجنّة من شئتما وأدخلا النار من شئتما ، وذلك قوله تعالى : « أَلْقِيَا فِي جَهَنَّمَ كُلَّ كَفَّارٍ عَنِيدٍ»۲ فالكافر من جحد نبوّتي ، والعنيد من جحد ولاية عليّ وعترته ، والجنّة لمحبّيه وشيعته ۳ .
احتجاج أمير المؤمنين عليه السلام في سكوته عن حقّه ۴ ]
۱۳۹.ومن الكتاب المذكور بإسناد مرفوع ، أنّه بلغ أمير المؤمنين عليّ عليه السلام أنّ الناس تحدّثوا فيه ، وقالوا :ما بالُه يبايع أبابكر وعمر وعثمان ، فلم ينازعهم كما نازع طلحةَ والزبير وعائشة ؟ قال : فجمع الناس ، ثمّ خرج عليه السلام متردّياً بردائه ، ثمّ رقا المنبر ، فحمد اللّه وأثنى عليه ، وذكر النبيَّ صلى الله عليه و آله وسلم فصلّى عليه ، ثمّ قال : معاشر الناس ، قد بلغني أنّ قوماً قالوا : ما بالُ عليّ لم ينازع أبابكر وعمر وعثمان في الخلافة كما نازع طلحةَ والزبير وعائشة ؟ فما كنت بعاجز ، ولكنّ لي في سبعة من الأنبياء اُسوة : أوّلهم نوح عليه السلام ، حيث قال اللّه مخبراً عنه : « فَدَعا رَبَّهُ أَنِّي مَغْلُوبٌ فَانتَصِرْ »۵ فإن قلتم : إنّه لم يكن مغلوباً ، كفرتم بتكذيبكم القرآن ، وإن قلتم : إنّه كان مغلوباً ، فعليٌّ أعذر . والثاني إبراهيم عليه السلام ، حيث أخبر اللّه بقوله تعالى : « وَأَعْتَزِلُكُمْ وَمَا تَدْعُونَ مِن دُونِ اللّهِ وَأَدْعُو رَبِّي »۶ فإن قلتم :
1.كذا في المصدر ، وفي الأصل : ظهرت .
2.سورة ق ، الآية ۲۴ .
3.الروضة في المعجزات والفضائل ، ص۱۳۵ ؛ الفضائل لابن شاذان ، ص۱۲۷ .
4.أضفناه من حاشية الأصل .
5.سورة القمر ، الآية ۱۰ .
6.سورة مريم ، الآية ۴۸ .