جواهر المطالب في فضائل عليّ بن أبي طالب (سلام الله علیه) - صفحه 183

ابتغيت بها ، وجعل لي وفيّ ۱ سراجاً منيراً ، قال : صدقت فما السادسة ؟ قال : أن هداني لدينه ، ولم يضلّني عن سبيله . قال : صدقت فما السابعة ؟ قال : أن جعل لي مردّاً في حياة لا انقطاع لها . قال : صدقت فما الثامنة ؟ قال : أن جعلني ملكاً مالكاً لا مملوكاً . قال : صدقت فما التاسعة ؟ قال : أن سخّر لي سماءه وأرضه وما فيهما وما بينهما من خلقه . قال : صدقت فما العاشرة ؟ قال : أن جعلنا ذكراناً قوّاماً على حلائلنا لا إناثاً . قال : صدقت فما بعد هذا ؟ قال : كثرت نعم اللّه ـ يا نبيّ اللّه ـ وطابت [ وتلا : ] « وَإِن تَعُدُّوا نِعْمَتَ اللّهَ لا تُحْصُوهَا »۲ .
فتبسّم رسول اللّه صلى الله عليه و آله وسلم وقال : لتَهنئك الحكمةُ ليهنئك العلمُ يا أبا الحسن ! أنت وارث علمي والمبيّن لاُمّتي ما اختلف فيه من بعدي ، من أحبّك لدينك وأخَذ بسبيلك ، فهو ممّن هُدي إلى صراط مستقيم ، ومن رغب عن هداك وأبغضك وخلاّك ، لقي اللّه عز و جل يوم القيامة وهو ممّن لا خلاق له ۳ .

۱۵۱.ومنه بإسناد إلى جابر بن عبد اللّه ، قال :بعث النبيّ صلى الله عليه و آله وسلم خالد بن الوليد [ واليا ]على صدقات بني المصطلق حيٌّ من خزاعة ، وكان بينه وبينهم في الجاهليّة ذَحل ۴ ، فأوقع بهم خالد فقتل منهم واستباح ۵ أموالهم ، فبلغ النبيّ صلى الله عليه و آله وسلم ما فعل ، فقال : اللّهمّ إنّي أبرأ إليك ممّا صنع خالد ! وبعث إليهم عليَّ بن أبي طالب عليه السلام بمال ، وأمره أن يؤدّي إليهم ديات من قُتل من رجالهم ، فانطلق عليّ عليه السلامفأدّى إليهم ديات رجالهم وما ذهب لهم من أموالهم ، وبقيت معه [ من المال زَعبة ] فقال لهم : هل تفقدون شيئاً من

1.ليس في المصدر : وفيّ .

2.سورة النحل ، الآية ۱۸ .

3.أمالي الطوسي ، ص۴۹۱ .

4.الذَحْل : الثأر ، تقول : لي عندهم ذحول . أي أثارٌ : العداوة والحقد .

5.في المصدر : استاق بدل استباح .

صفحه از 271