جواهر المطالب في فضائل عليّ بن أبي طالب (سلام الله علیه) - صفحه 259

عِندِ اللّهِ إِنَّ اللّهَ يَرْزُقُ مَن يَشَاءُ بِغَيْرِ حِسَابٍ » 1 . رواه الصالحاني 2 .

۲۹۴.وعن عليّ عليه السلام ، قال :قال رسول اللّه صلى الله عليه و آله وسلم : يا عليّ ، كيف أنت إذا زهد الناس في الآخرة ، ورغبوا في الدنيا ، وأكلوا التراث أكلاً لمّا ، وأحبّوا المال حبّاً جمّاً ، واتّخذوا دين اللّه دغلاً ، ومالَ اللّه دولاً ؟ قال : قلت : أتركهم وما اختاروا ، وأختار اللّه ورسوله والدار الآخرة ، وأصبر على مصائب الدنيا حتّى اُلحق بك إن شاء اللّه تعالى [ قال : صدقت ، اللّهمّ افعل ذلك به ] ۳ .

قصّة ديك الجنّ ]

هذا ، ويحسن أن نختم الكتاب بذكر قصّة الحسن الكركدان المعروف بديك الجنّ مع المتوكّل عليه اللعنة .

۲۹۵.نقل أنّ المتوكّل سهر ذات ليلة من الليالي وأقلقه السهر فطلب نديماً يفرّج همّه وغمّه ، فأرسل من يُحضِر له الحسن الكركدان المعروف بديك الجنّ ، وكان الحسن المذكور شاعراً ماهراً أديباً ، وكان معروفاً بحبّ أهل البيت ، فلمّا وصلوا إلى داره طرق الشرطة الباب فقال :من في الباب ؟ فقالوا : نحن رسل الخليفة ، الخليفة يدعوك إلى حضرته الشريفة . فلمّا سمع مقالتهم قال : لا حول ولا قوّة إلاّ باللّه العليّ العظيم . وقام في وقته وساعته فاغتسل غسل الأموات ، وتحنّط بالذريرة والكافور ، ولبس كفنه ومضى إليه ، فلمّا وصل الخليفة قال : السلام عليك يا أمير المؤمنين .
فقال له المتوكّل : لا سلام عليك ولا حيّاك ولا رعاك ، فقال : على رُسُلك يا أمير المؤمنين . فما أمرَ اللّه عز و جلبهذا حيث يقول : « وَإِذَا حُيِّيتُم بِتَحِيَّةٍ فَحَيُّوا بِأَحْسَنَ مِنْهَا أَوْ رُدُّوهَا »۴ قال : فاستحسن المتوكّل كلامه وخجل منه ، فقال له : اُدن منّي قريباً . فدنى

1.اقتباس من الآية ۳۶ من سورة آل عمران .

2.المناقب للكوفي ، ج۱ ، ص۲۰۱ ـ ۲۰۴ ؛ شرح الأخبار ، ج۲ ، ص۴۰۱ ؛ كشف الغمة ، ج۲ ، ص۹۷ .

3.ذخائر العقبى ، ص۱۰۱ ؛ مناقب ابن الدمشقي ، ج۱ ، ص۲۷۲ ؛ كنز العمّال ، ص۳۱۵۱۹ .

4.إشارة إلى الآية ، ۸۶ من سورة النساء .

صفحه از 271