جواهر المطالب في فضائل عليّ بن أبي طالب (سلام الله علیه) - صفحه 261

يقول :

دعينا نصطبح يا اُمّ بكرفإنّ الموت نقّب عن هشام
ونقّب عن أبيك وكان قرماًقديدالناس في شرب المدام
يخبّرنا ابن كبشة أنّ سخياوكيف حياة أسداغ وهام
ولكن باطل قد قال هذاوإفك من زخاريف الكلام
ولا يكفيه جمع المال حتّىأمرنا بالصلاة وبالصيام
ويعجز أن يكفّ الموت عنهويحييني إذا بليت عظامي
فقل اللّه يمنعني شرابيوقل اللّه يمنعني طعامي
ألا هل مخبر الرحمان عنّيبأنّي تارك شهر الصيام
وتارك كلّما يوحى إليهحديث من أساطير الكلام
ولكنّ الحكيم رأى حميراًفألجمنا فتاهت في اللجام
فقال المتوكّل : يا كركدان ، لقد رفعت القناع وأزلت الخداع ، لكن يا حسن ، اُريد منك تخبرني من يكون يستحقّ أن يكون أمير المؤمنين ، ويسمّي نفسه خليفة ربّ العالمين ؟ وقال في نفسه : إن قال عنّي سلم وإن عنى غيري قتلته . فقال : يا أمير المؤمنين ، لا يستحقّ ذلك إلاّ من لمس العرق اليابس فأورقه ، ومسك الجمل والعنكبوت فيسحقه ، وقبض خالد بن الوليد فطوّقه ، وتفضّل على ابن أبي سفيان وأعتقه ، وملك نعيم الدنيا فطلّقه ، ودفع باب الشرك وغلّقه ، وهزم جيش المشركين ومزّقه ، زينُ الزَّين وقرّة العين ، والمصلّي إلى القبلتين ، الضارب بالسيفين ، الطاعين بالرمحين ، فارس اُحدٍ [ و ] بدر وحنين ، إمام الحرمين ، وأبو الحسنين ، صفر اليدين من البيضاء واللجين ، المنزّه عن كلّ شين ، العالي النسبين ، وإمام الثقلين ، ليث بني غالب ، مظهر العجائب ، مفرّق الكتائب ، أعني به عليّ بن أبي طالب عليه السلام .
قال : فلمّا سمع المتوكّل ذلك جلس ۱ وقال : واللّه لقد كان ابن عمّي أفضل ممّا

1.في الأصل : تجلّس .

صفحه از 271