جواهر المطالب في فضائل عليّ بن أبي طالب (سلام الله علیه) - صفحه 83

ومنها : « الصدّيق الأكبر » ، فعن أبي ذر ، قال : سمعت رسول اللّه صلى الله عليه و آله وسلم يقول لِعليّ : أنت الصدّيق الأكبر ، أنت الفاروق الأعظم الّذي فرّق بين الحقّ والباطل ، وأنت يعسوب الدين ۱ .
ثمّ وجْه الصدّيقية بوجوه : أحدها في الأموال ، والثاني في العقائد ، والثالث في الأحوال ، والرابع في الأعمال ؛ ثمّ قال :
اعلم أنّه قد ثبت في الأخبار عن النبيّ صلى الله عليه و آله وسلم أنّه قال : « من كنتُ مولاه فعليّ مولاه » ۲ ، وأنّه قال كذا ، وأنّه قال كذا .
وعدّ عدّة أحاديث ، واستدلّ بها على ما ادّعاه من خصوصية الصدّيقية بأميرالمؤمنين عليه السلام ، ثمّ قال :
وقد نشأ ـ كرّم اللّه وجهه ـ وتربّى في حجر النبيّ صلى الله عليه و آله وسلم من الصغر ، وما في السابقين الأوّلين من المهاجرين من لم يعبد غير اللّه إلاّ هو ، وهو في هذا الدين أوّل شابٍّ نشأ في عبادة اللّه واتّباع رسول اللّه صلى الله عليه و آله وسلم ... إلى أن قال : ثمّ إنّ الّتي ذكرناها ، ممّا اختصّ هو به دون غيره ، وهو دليلٌ على قوّة اتّصاله بالنبيّ واعتنائه به ، وأنّه كنفسه أو كبعض من أبعاضه ، وعلى فرط محبّته له وميله إليه .
ومثل هذه الأشياء ما صدرت من النبيّ صلى الله عليه و آله وسلم إلى غيره ، والنبيّ صلى الله عليه و آله وسلم معصوم من طغيان الطبع ، وهوى النفس ، فعلّة هذه الأشياء ما هي القرابة النسبيّة ؛ لأنّه كم له من قريبٍ ، وإنّما فهي قوّة القرابة الدينية ، وحسنُ تصحيح النسبة المعنوية ، وصدق الوفاء ، وحسن الاستعداد ، وصدق المحبّة والاستسلام ؛ وكلّ ذلك بالعناية الاُولى من ذي الجلال والإكرام .
ثمّ ذكر وجه الجمع بين الصدّيقية الّتي في عليٍّ وبين الصدّيقية العتيقية ، وأنّى ذلك ، وما هو إلاّ كما قال الّذي عليه من اللّه الرحمة والرضوان في قصيدة له يمدح بها الرضا :
أيا قائساً فيهم سواهم سفاهه عدمت الهُدى من الثرى بن الثريّا۳
قال :
وأمّا الكنى ، منها أبو الحسنين ، أبوالسبطين ، أبو الريحانتين ، أبو تراب ؛
وذلك لما روي أنّ النبيّ صلى الله عليه و آله وسلم أتى فاطمة عليهاالسلام فقال لها : أين ابن عمّك ؟ فقالت : « هو ذا مضطجعٌ في المسجد » ، فخرج النبيّ صلى الله عليه و آله وسلم فلمّا رآه نائماً على التراب مسح التراب عن ظهره وقال : اجلس أباتراب ، فواللّه ما كان اسمٌ أحبّ على عليّ عليه السلاممنه ۴ .
انتهى كلام صاحب توضيح الدلائل .
وفيه كفاية عمّا أردنا تصديره هنا ، و حيث آن الشروع في كتابي هذا المسمّى بجواهر المطالب في فضل عليّ بن أبي طالب عليه السلام ؛

1.بشارة المصطفى ، ص۱۰۳ ؛ ذخائر العقبى ، ص۵۶ .

2.قد تواتر هذا الحديث حتى بين المخالف ، وحتى في نفس المصادر ، ونحن بصدد إيراد بعضها تنبيهاً وإشارةً ؛ لأنّ المقالة لا يسع أكثر من ذكر هذه الموارد ، وعلى هذا فانظر : مسائل عليّ بن جعفر ، ص۱۴۵ ؛ قرب الإسناد ، ص۵۷ ؛ الكافي ، ج۱ ، ص۲۹۴ ، وج۴ ، ص۱۴۹ ؛ من لا يحضره الفقيه ، ج۱ ، ص۲۲۹ وج۲ ، ص۵۵۹ ؛ التهذيب ، ج۱ ، ص۱۰ ؛ تحف العقول ، ص۴۵۹ ؛ مسند أحمد ، ج۱ ، ص۸۴ و۱۱۸ ؛ سنن ابن ماجة ، ج۱ ، ص۴۵ ؛ سنن الترمذي ، ج۵ ، ص۲۹۷ ؛ السنّة لابن أبي عاصم ، ص۵۹۱ .

3.انظر : صحيح البخاري ، ج۷ ، ص۱۱۹ ؛ ذخائر العقبى ، ص۵۷ ؛ مناقب ابن الدمشقي ، ص۳۰ ؛ صحيح ابن حبّان ، ج۱۵ ، ص۳۶۸ .

4.أمالي الصدوق ، ص۸۳ ؛ روضة الواعظين ، ص۱۰۰ ؛ بشارة المصطفى ، ص۱۵۳ ؛ مناقب آل أبيطالب ، ابن شهر آشوب ، ج۲ ، ص۲۷۴ ؛ الصراط المستقيم ، ج۱ ، ص۲۸۷ .

صفحه از 271