۷۷.يا عليُّ ، أكرمِ الجارَ وإن كانَ كافِرا ، وأكرِمِ الضَّيفَ وإن كانَ كافرا ، وأطِعِ الوالِدَينِ وإن كانا كافِرَين ، ولا تَرُدّ السائلَ وإن كانَ كافِرا .
۷۸.يا عليُّ ، صِلْ رَحِمَكَ وإن قَطَعُوكَ يُبارِك اللّهُ في عُمْرِكَ ودينِكَ ودنياكَ فإنَّ قاطِعَ الرّحِمِ مَلْعونٌ ، وذلك قولُهُ عَزَّوجَلَّ : «وَتُقَطِّعوا اَرحامَكم»۱ إلى آخر الآية . ويَقولُ الرحمُ : اللّهمَّ صِلْ مَن وَصَلَني ، واقطَعْ من قَطَعني .
فصلٌ في العلم والعالمِ
۷۹.قالَ النَبيُّ صلى الله عليه و آله :يا عليُّ ، مَنْ يَعبُد اللّهَ بِغَيرِ عِلْمٍ كانَ ما يُفْسِدُ في دينِ اللّهِ أكثَر ممّا يُصلِحُ ، وكانَ مَثَلُه كمثلِ أعمى في الفلاة بِلا دليلٍ بينَ الشجَرِ والشَّوكِ .
۸۰.يا عليُّ ، كنْ عالِما أو متعلِّما أو مستمِعا ، ولا تكُن الرابع فتَهلِكَ ، قال رضى الله عنه: ومَن الرابعُ ، يا رسول اللّه ؟ قال : الهَمَجُ الذي لا يعلم ولا يَتَعَلَّمُ ولا يسألُ العلماءَ عن أمر دينِهِ ، ويَرضى لدِينِ اللّهِ كلَّ شَيءٍ يَفْعَلُهُ لِجَهالَتِهِ ، ألا إنَّه مِنَ الهالِكِ ، قالَ [ذلك ]ثَلاثَ مرّاتٍ .
۸۱.يا عليُّ ، إذا لَمْ يكُن العالمُ تقيّا تائبا زَلَّتْ مَوعِظَتُه عن قُلُوبِ النّاسِ كما تَزِلُّ القَطْرةُ عَنْ بَيضةِ النَعامَةِ ۲ والصَّفا ۳ .
۸۲.يا عليُّ ، إذا أتى علَى المؤمنِ أربَعونَ صَباحا ولَم يُجالِسِ العلماءَ قسا قَلْبُه وجَسُرَ عَلَى الكَبائِرِ ؛ لأنَّ العِلْمَ حياةُ القَلْبِ ، ولا عِبادةَ إلاّ بِالعِلْمِ ولا يَنْفَعُ العلْمُ إلاّ معَ العَمَلِ .
1.و تمام الآية هكذا : «فَهَل عَسَيتُم إن تَوَلَّيتُمْ أن تُفْسِدوا في الأرضِ وتُقَطِّعُوا أرحامَكُم ، أولئكَ الّذينَ لَعَنَهُمُ اللّه ُ فَأصَمَّهُمْ وأعمى أبصارهُم»(سورة محمّد صلى الله عليه و آله ، آية ۲۲ ـ ۲۳)
2.طائرٌ من فصيلةِ النَّعاميّات يقال فيه : إنّه مركبٌ من خلقة الطير وخلقة الجمل .
3.الحجارة الصافية .