165
مشكاة الأنوار فی غرر الأخبار

السبعة الأسُهم ، فلا تحمّلوا على صاحب السهم السهمين ولا على صاحب السهمين ثلاثة أسهُمٍ ولا على صاحب الثلاثة أربعة أسهُمٍ ولا على صاحب الأربعة خمسة أسهُمٍ ولا على صاحب الخمسة ستّة أسهُمٍ ولا على صاحب الستّة سبعة أسهُمٍ فتثقّلوهم وتنفّروهم ، ولكن ترفّقوا بهم وسهّلوا لهم المدخل ، وسأضرب لك مثلاً يعتبر به : [إنّه كان] رجلٌ ۱
مسلمٌ وكان له جارٍ كافرٌ وكان الكافر يرفق بالمؤمن ، فأحبّ المؤمن للكافر الإسلام ولم يزل يزيّن الإسلام ويحبّبه إلىَ الكافر حتّى أسلم ، فغدا عليه المؤمن فاستخرجه مِن منزله فذهب به إلىَ المسجد ليصلّي معه الفجر في جماعةٍ ، فلمّا صلّى قال له : لو قعدنا نذكر اللّه عز و جل حتّى تطلع الشمس ۲ فقعد معه ، فقال له : لو تعلّمتَ القرآن إلى أنْ تزول الشمس وصُمتَ اليوم كان أفضل ، فقعد معه وصام حتّى صلّى معه الظهر والعصر ؛ فقال : لو صبرتَ حتّى تصلّي المغرب والعشاء الآخرة كان أفضل ، فقعد معه حتّى صلّى معه المغرب والعشاء الآخرة ، ثمّ نهضا وقد بلغ مجهوده وحمل عليه ما لا يطيق ، فلمّا كان مِن الغد غدا عليه وهو يريد به ما صنع بالأمس ، فدقّ عليه بابه ثمّ قال له : اُخرج حتّى نذهب إلىَ المسجد ، فأجابه أنْ انصرف عنّي فإنّ هذا دينٌ شديدٌ لا اُطيقه .
فلا تحرّفوا ۳ بهم ، أما علمتَ أنّ إمارة بني اُميّة كانت بالسيف والعسف والجور ، وأنّ إمارتنا بالرفق والتأليف والوقار والتقيّة وحُسن الخلطة والورع والإجتهاد ، فرغّبوا الناس في دينكم وفيما أنتم فيه ۴ .

1.في نسخة ألف «إنّه كان رجلٌ» .

2.في نسخة ألف زيادة «كان أفضل» .

3.في المصدر ونسخة ألف : فلا تخرقوا .

4.الخصال : ۳۵۴ ، الكافي : ۲ / ۴۲ / ۱ (وفيه ذيل الحديث) ، البحار : ۶۶ / ۱۶۹ / ۱۱ .


مشكاة الأنوار فی غرر الأخبار
164

بالمرء شُغلاً بنفسه عن الناس ۱ .

۴۳۲.عنه صلى الله عليه و آله قال :إذا آويتَ إلى فراشك فانظر ما سلكتَ في بطنك وما كسبتَ في يومك ، واذكر أنّك ميّتٌ وأنّ لك معادا ۲ .

۴۳۳.ومن كتابٍ :عن أبي عبداللّه عليه السلام قال : إنّ شيعة عليٍّ خمص البطون ، ذبل الشفاه ، يُعرفون بالرهبانيّة ۳ .

۴۳۴.وقال عليه السلام في كلامٍ له :لا تنظروا إلى كثرة صلاتهم وصيامهم فإنّما هو شيءٌ اعتادوه ، فإن تركوه استوحشوا ، ولكن اُنظروا إلى صدق الحديث وأداء الأمانة ۴ .

۴۳۵.ومن كتاب الخلاص :عن أبي جعفر بن بابويه عن عمّار بن الأحوص قال : قلتُ لأبي عبداللّه عليه السلام : إنّ عندنا أقواما يقولون بأميرالمؤمنين عليه السلام ويفضّلونه على الناس كلّهم ، [و] ليس ۵ يصفون ما نَصفُ مِن فضلكم ، نتولاّهم ؟ فقال لي : نعم في الجملة ، أليس عند اللّه عز و جل ما لم يكن عند رسول اللّه ، وعند رسول اللّه ما ليس عندنا ، وعندنا ما ليس عندكم ، وعندكم ما ليس عند غيركم ؟ .
إنّ اللّه تبارك وتعالى وضع الإسلام على سبعة أسهمٍ : على الصبر ، والصدق ، واليقين ، والرضا ، والوفاء ، والعلم ، والحلم ، ثمّ قسّم ذلك بين الناس ، فمَن جعل فيه هذه السبعة الأسهم فهو كامل الإيمان محتمل ، وقسّم لبعض الناس سهما ولبعضٍ السهمين ولبعضٍ الثلاثة الأسهُم ولبعضٍ الأربعة الأسهُم ولبعضٍ الخمسة الأسهُم ولبعضٍ الستّة الأسهُم ولبعضٍ

1.المحاسن : ۱ / ۶۴ / ۸ ، الكافي : ۲ / ۱۴۷ / ۱۶ ، روضة الواعظين : ۴۶۹ ، البحار : ۷۲ / ۳۹ / ۳۸ .

2.الدعوات : ۱۲۳ ، البحار : ۶۸ / ۲۶۷ / ۱۷ .

3.الكافي : ۲ / ۲۳۳ / ۱۰ ، التمحيص : ۶۶ ، صفات الشيعة : ۸۷ / ۱۸ ، البحار : ۶۵ / ۱۸۸ / ۶۳ .

4.الكافي : ۲ / ۱۰۵ / ۱۲ ، البحار : ۶۸ / ۸ / ۱۰ .

5.في نسخة ألف «وليس» .

  • نام منبع :
    مشكاة الأنوار فی غرر الأخبار
    سایر پدیدآورندگان :
    هوشمند، مهدی
    تعداد جلد :
    1
    ناشر :
    دارالحدیث
    محل نشر :
    قم
    تاریخ انتشار :
    1376
    نوبت چاپ :
    الاولی
تعداد بازدید : 180837
صفحه از 603
پرینت  ارسال به