245
مشكاة الأنوار فی غرر الأخبار

وصاحب الاستطالة والختل ذوخبٍ وملقٍ ، يستطيل على مثله مِن أشباهه ويتواضع للأغنياء ممّن هو دونه ، فهو لحلاوتهم هاضمٌ ولدينه حاطمٌ ، فأعمى اللّه على هذا بصره ۱ ، وقطع مِن آثار العلماء أثره .
وصاحب الفقه والعقل ذو كآبةٍ وحُزنٍ وسهرٍ قد انحنى في برنسه ، وقام الليل في حندسه ، يعمل ويخشى وجلاً داعيا مشفقا مُقبلاً على شأنه ، عارفا بأهل زمانه ، مُستوحشا مِن أوثق إخوانه ، فشدّ اللّه مِن هذا أركانه وأعطاه يوم القيامة أمانه ۲ .

۷۲۳.عن أبي خديجة عن أبي عبداللّه عليه السلام قال :مَن أراد الحديث لمنفعة الدنيا ۳ لم يكن له في الآخرة مِن نصيبٍ ، ومَن أراد به خير الآخرة أعطاه اللّه خير الدنيا والآخرة ۴ .

۷۲۴.عن عليّ بن الحسين عليهماالسلام قال :مَن أخذ على هذا العلم مالاً أو هدايا فلا ينفعه أبدا ۵ .

۷۲۵.عن أبي عبداللّه عليه السلام قال :إذا رأيتُم العالم مُحبّا للدنيا فاتّهموه على دينكم ، فإنّ كلّ مُحبّ ] لـ ] شيءٍ يحوط ما أحبّ ، وقال : أوحىَ اللّه إلى داود : لا تجعل بيني وبينك عالِما مفتونا بالدنيا فيصدّك عن طريق محبّتي ، فاُولئك قُطّاع طريق عبادي المريدين ، إنّ أدنى ما أنا صانعٌ بهم أن أنزع حلاوة مناجاتي مِن قلوبهم ۶ .

۷۲۶.عنه عليه السلام :إنّ أباه كان يقول : مَن دخل على إمامٍ جائرٍ فقرأ عليه القرآن

1.في المصدر : خُبره .

2.الكافي : ۱ / ۴۹ / ۵ ، أعلام الدين : ۸۹ .

3.في نسخة ألف «في الدنيا» .

4.الكافي : ۱ / ۴۶ / ۲ و ۳ ، البحار : ۲ / ۱۵۸ / ۲ .

5.لم أعثر له على مصدر .

6.الكافي : ۱ / ۴۶ / ۴ ، علل الشرائع : ۳۹۴ ، البحار : ۲ / ۱۰۷ / ۷ .


مشكاة الأنوار فی غرر الأخبار
244

۷۱۹.خَطب أميرالمؤمنين عليه السلام على المنبر فقال :أيّها الناس ، اعملوا إذا علمتم لعلّكم تهتدون ، إنّ العالم العامل بغيره كالجاهل الحائر الّذي لايستفيق عن جهله ، بل قد رأيت أنّ الحجّة أعظم والحسرة أدوم على هذا العالم المنسلخ مِن عمله منها على هذا الجاهل المتحيّر في جهله ، وكلاهما حائرٌ بائرٌ ضالٌّ مثبورٌ ۱ ، لاترتابوا فتشكّوا ، ولاتشكّوا فتكفروا ، ولاترخصوا لأنفسكم فتدهنوا ]ولا تدهنوا [في الحقّ فتخسروا ، وإنّ مِن الحقّ أن تفقّهوا ، وإنّ مِن الفقه أن لا تغترّوا ، وإنّ أنصحكم لنفسه أطوعكم لِربّه ، وأغشّكم لِنفسه أعصاكم لِربّه ، ومَن يطع اللّه يأمن به ويستبشر ، ومَن يَعص اللّه يخَب ويندم ۲ .

۷۲۰.عنه عليه السلام في كلامٍ له :لاتطلبوا العلم لِتطلبوا به الدُنيا ، فإنّه لايستوي في العقوبة عنداللّه «الَّذِينَ يَعْلَمُونَ وَالَّذِينَ لاَ يَعْلَمُونَ»۳۴ .

۷۲۱.عنه عليه السلام قال :مَن كان يقول في مالا يعلم «اللّه ورسوله أعلم» فهذا ورِعٌ عالِمٌ ۵ .

۷۲۲.عن أبي عبداللّه عليه السلام قال :طلبةُ العلم ثلاثةٌ ؛ فاعرفوهم بأعيانهم وصفاتهم : صنفٌ يطلبه للجهل والمِراء ، وصنفٌ يطلبه للاستطالة والختل ، وصنفٌ يطلبه للفقه والعقل .
فصاحب الجهل والمراء مؤذٍ مُمار ، متعرّضٌ للمَقال في أندية الرجال بتذاكر العلم ، وصفة الحلم قد تسربل بالخشوع وتخلّى مِن الورع ، فدقّ اللّه خيشومه وقطع منه حيزومه .

1.الثبور : الهلاك والخُسران (مجمع البحرين : ۱ / ۲۳۸) .

2.الكافي : ۱ / ۴۵ / ۶ ، البحار : ۲ / ۳۹ / ۶۹ .

3.الزمر (۳۹) : ۹ .

4.لم أعثر له على مصدر .

5.لم أعثر له على مصدر .

  • نام منبع :
    مشكاة الأنوار فی غرر الأخبار
    سایر پدیدآورندگان :
    هوشمند، مهدی
    تعداد جلد :
    1
    ناشر :
    دارالحدیث
    محل نشر :
    قم
    تاریخ انتشار :
    1376
    نوبت چاپ :
    الاولی
تعداد بازدید : 181886
صفحه از 603
پرینت  ارسال به