حَرامها ، فإنّ حَلالها حسابٌ وحَرامها عقابٌ ۱ ، ويَرحم جَميعَ المُسلمين كما يَرحم نفسه ، ويَتَحرَّج مِن كَثرة الأكل كما يَتَحَرَّج مِن الميتة التي اشتدّ نَتنُها ، ويَتَحرّجُ مِن حُطام الدُنيا وزينتها كما يجتنب النار أن يَغشاها ، وأن يَقصُر أمله و كأنّ بين عينيه أجَلُه .
قلتُ : يا جبرئيل ، فما تفسير الإخلاص ؟ قال : المُخلص الّذي لايَسأل الناس شيئاً حتّى يَجد وإذا وَجدَ رَضيَ ، وإذا بَقيَ عنده شيءٌ أعطاه في اللّه ، فإنّ مَن لم يَسأل المخلوق فقد أقرَّ للّه بالعُبوديّة ، وإذا وَجد فَرضيَ فهوَ عن اللّه راضٍ واللّه تبارك وتعالى عنه راضٍ ، وإذا أعطى للّه فهو في حَدّ الثِقة بِربّه .
قلتُ : فما تفسير اليَقين ؟ قال : المُوقِنُ يَعمل للّه كأنّه يَراه وإن لم يكن يَرىَ اللّه فاللّه يراه ، وأن يعلم يَقيناً أنّ ما أصابه لم يكن لِيُخطئه وما أخطأه لم يكن لِيُصيبه ، وهذا كلّه أغصانُ التَوكُّل ومدرجة الزُهد ۲ .
۱۴۳۳.عن أبي عبداللّه عليه السلام قال :أنفعُ الأشياء لِلمَرء سبقه الناس إلى عيبِ نفسه ، وأشدُّ شيءٍ مَؤُنَةً إخفاءُ الفاقة ، وأقلُّ الأشياء غِناءً النصيحة لِمَن لايَقبلها ومُجاورةُ الحَريص ، وأروحُ الرَوح اليأس عن الناس ۳ .
۱۴۳۴.وقال عليه السلام :لا تَكُن ضَجراً ولاغَلقاً ، وذَلّل نفسك باحتمال مَن خالفك ممّن هو فَوقك ۴ وممّن له الفَضل عليك ، فإنّما أقررتَ له بفَضله لِئلاّ تُخالفه ، ومَن لايَعرف لأحدٍ الفضل فهو المُعجِب بِرَأيه .
وقال لرجلٍ : اُحكم دينَك كما أحكم أهل الدُنيا أمرَ دُنياهُم ، فإنّما جُعلت الدُنيا شاهداً تعرف بها ما غاب عنها مِن الآخرة ، فاعرف الآخرة
1.في نسخة ألف «عذابٌ بدل عقابٌ» .
2.معاني الأخبار : ۲۶۰ ، البحار : ۶۶ / ۳۷۳ / ۱۹ .
3.الكافي : ۸ / ۲۴۳ / ۳۳۷ ، تحف العقول : ۳۶۶ ، البحار : ۷۵ / ۲۴۹ / ۱۰۸ .
4.ليس في نسخة ألف «وممّن له الفضل عليك فإنّما أقررت له بفضله لئلاّ تخالفه» .