ولو اُخلّي بينه وبين ما يُريد مِن عبادتي لَدخله مِن ذلك العُجب فيُصيّره العُجب إلىَ الفتنة بأعماله ، فيأتيه مِن ذلك ما فيه هَلاكه لِعُجبه بأعماله ورضاه عن نفسه ۱ ، حتّى يَظنّ أنّه قد فاقَ العابدين وجازَ في عبادته حدَّ التقصير فيَتباعد عند ذلك منّي وهو يَظنّ أنّه يَتقرّب إليَّ ، فلا يَتّكِلُ العاملون على أعمالهم التى يعملونها لِثوابي ، فإنّهم لو اجتهدوا وأتعبوا أنفسهم ، [وأفنوا ]أعمارهم ۲ في عبادتي كانوا مُقصّرين غيرَ بالغين في عبادتهم كُنْهَ عبادتي فيما يَطلبون عندي مِن كَرامتي و النَعيم في جنّاتي و عَظيم عِنايتي وجَزيل جناني و رَفيع الدرجات العُلى في جَواري ، ولكن بِرَحمتي فَلْيَثِقوا وبِفَضلي فَلْيَفرَحوا وإلى حُسن الظنّ بي فَلْيَطمَئِنّوا ۳ ، فإنّ رَحمتي عند ذلك تداركُهُم وبِمنّي أبلِغْهُم رِضواني ومَغفرتي وألبسهُم عفوي ، فإنّي أنا اللّه الرحمان الرحيم وبذلك تَسَمَّيتُ ۴ .
۱۸۲۶.من كتاب الشهاب :قال رسول اللّه صلى الله عليه و آله : ثلاثٌ مُهلِكاتٌ وثلاثٌ مُنجياتٌ ، فالثلاث المُهلكات : شُحٌّ مُطاعٌ ، وهَوى مُتّبَعٌ ، وإعجابُ المرء بنفسه ، والثلاثُ المُنجيات : خَشيةُ اللّه في السِرّ والعلانية ، والقصد في الفقر والغِنى ، والعدل في الغَضَب والرضا ۵ .
۱۸۲۷.قال مطرف :لِأنْ أبيتُ نائماً وأصبحُ نادماً أحبُّ إليَّ مِن أن أبيتُ قائماً وأصبحُ مُتعجّباً ۶ .
1.في نسخة ألف زيادة «عند حدّ التقصير» .
2.في نسخة ألف هكذا «اجتهدوا وتعجبوا أنفسهم وأعمالهم».
3.في نسخة ألف هكذا «تداركهم منّي ينقلهم رضواني ، ومغفرتي يلبسهم عفوي» .
4.الكافي : ۲ / ۶۰ / ۴ ، البحار : ۶۹ / ۳۱۸ / ۳۱ .
5.الزهد للحسين بن سعيد : ۶۸ ، الخصال : ۸۴ ، البحار : ۶۹ / ۳۱۴ / ۱۳ .
6.في المصادر : معجبا ولعلّه الصحيح .