563
مشكاة الأنوار فی غرر الأخبار

عليه ، فخرج خادِمٌ له فقال : ما حاجتُك ؟ فقلت : السلامُ ۱ علىَ الشَريف ، فقال : هو قائمٌ في مُصلاّهُ ، فجَلستُ بِحِذاء بابِهِ ، فما لبثتُ إلاّ يسيرا ؛ إذ خرج خادمٌ له قال : ادخُل على بركة اللّه ، فدخلتُ و سلّمتُ عليه ، فردَّ عليَّ السلام و قال : اجلِس غَفَر اللّه لك ، فجلستُ فأطرق مَليّا ثمّ رفع رأسه وقال :أبو مَن ؟ قلت : أبو عبداللّه ، قال : ثبّت اللّه كنيتك و وفّقك لِمَرضاته ، قلتُ في نفسي : لو لم يكن لي مِن زيارته والتسليم عليه غيرَ هذا الدُعاء لَكان كثيرا .
ثمّ أطرق مَليّاً ثمّ رفع رأسه فقال : يا أبا عبداللّه ، ما حاجتُك ؟ قلتُ : سألتُ اللّه أن يَعطف قلبك عليّ ويرزقَني مِن عِلمك ، وأرجُو أنّ اللّه تعالى أجابني في الشَريف ما سألتُه ، فقال : ياأبا عبداللّه ، ليس العلم بالتَعلُّم إنّما هو نورٌ يَقعُ في قلب مَن يُريدُ اللّه تبارك وتعالى أن يَهديه ، فإن أردتَ العِلم فاطلب أوّلاً مِن نفسك حقيقةَ العبوديّة ، واطلب العلم باستعماله و استفهم اللّه يفهّمك .
قلت : يا شريف ، فقال : قُل يا أبا عبداللّه ، قلتُ : يا أبا عبداللّه ، ما حقيقةُ العُبوديّة ؟ قال : ثلاثةُ أشياء : أن لايَرىَ العَبد لِنفسه فيما خَوَّله اللّه إليه مُلكاً لأنّ العبيد لايكون لهم مُلْكٌ ، يَرون المال مال اللّه يَضعونَهُ حيثُ أمرهم اللّه تعالى به ۲ ، ولا يُدبّرُ العبد لِنَفسه تدبيراً ، وجُملة اشتغاله فيما أمره اللّه تعالى به ونَهاهُ عنه ، فإذا لم يَرَ العبد لِنفسه فيما خَوَّلهُ اللّه تعالى مُلكاً هان عليه الإنفاق فيما أمره اللّه تعالى أن يُنفق فيه ، وإذا فَوَّض العبد تدبير نفسه على مُدبّره هان عليه مَصائب الدنيا ، و إذا اشتغل العبد بما أمره اللّه تعالى ونهاه لايَتفرّغ منها إلى المِراء والمباهاة ۳ مع الناس ، فإذا أكرم اللّه العبد

1.في نسخة ألف «اُسلّم» .

2.ليس في نسخة ألف «به» .

3.في نسخة ألف «المحابات» .


مشكاة الأنوار فی غرر الأخبار
562

له يوسف : في الحُبّ لَقيتُ ما لَقيتُ ! أحَبَّني أبي فَلقيتُ مِن إخوتي ۱ ما لَقيتُ ، وأحَبَّتْني امرأةُ العَزيز فلَقيتُ ما لَقيتُ ، فلَستُ اُريد أن يُحبّني إلاّ رَبّي تبارك و تعالى ۲ .

۱۹۱۲.عنه عليه السلام قال :نحنُ عَلويّون وشيعتنا عَلويّون وهُم خيرٌ مِنّا لأنّهُم يقتلون فينا ولا نقتل فيهم ۳ .

۱۹۱۳.عن عنوان۴البصري ـ و كان شيخا كبيرا قد أتى عليه أربع و تسعون سَنة ـ قال :ـ و كان شيخا كبيرا قد أتى عليه أربع و تسعون سَنة ـعن عنوان ۵ البصري قال : كنتُ أختلف إلى مالك بن أنس سِنين ، فلمّا حَضَر جعفر الصادق عليه السلام المدينة اختلفتُ إليه و أحببتُ أن آخذُ عنه كما أخذتُ مِن مالك ، فقال لي يوما : إنّي رَجُلٌ مَطلوبٌ ومع ذلك لي أورادٌ في كلّ ساعةٍ مِن آناء الليل والنهار فلا تَشغلني عن وِردي فخُذْ عن مالك و اختلف إليه كما كنتَ تَختلف إليه ، فاغتممتُ مِن ذلك و خرجتُ مِن عنده ، و قلتُ في نفسي : لو تَفرّس فيَّ خيرا لما زَجَرَني عن الاختلاف إليه والأخذ عنه ، فدخلتُ مسجد الرسول صلى الله عليه و آله وسلّمتُ عليه ، ثمّ رجعتُ مِن القبر إلى الروضة و صلّيت فيها ركعتين ، وقلتُ : أسألُك يا اللّه يا اللّه أن تَعطف عليَّ قلبَ جعفر ، و ترزقني مِن علمه ما أهتدي به إلى صِراطك المُستقيم .
ورجعتُ إلى داري مُغتمّا حَزينا ولم أختلف إلى مالك بن أنس لما اُشرب قلبي مِن حُبّ جعفر ، فما خرجتُ مِن داري إلاّ إلىَ الصلاة المكتوبة حتّى عيلَ صَبري ، فلمّا ضاق صَدري تنعّلتُ وتردّيتُ و قصدتُ جَعفرا ـ وكان بَعَد ما صلّيتُ العصر ـ فلمّا حضرتُ بابَ داره استأذنتُ

1.في نسخة ألف «أخواتي» .

2.لم أعثر له على مصدر .

3.لم أعثر له على مصدر .

4.في نسخة ألف «عفان» .

  • نام منبع :
    مشكاة الأنوار فی غرر الأخبار
    سایر پدیدآورندگان :
    هوشمند، مهدی
    تعداد جلد :
    1
    ناشر :
    دارالحدیث
    محل نشر :
    قم
    تاریخ انتشار :
    1376
    نوبت چاپ :
    الاولی
تعداد بازدید : 182495
صفحه از 603
پرینت  ارسال به