يا غلام ! احفظ اللّه يحفظك ، احفظ اللّه تجده أمامك ، تعرّف إلى اللّه عز و جل في الرخاء يعرفك في الشدّة ، إذا سألتَ فاسأل اللّه ، وإذا استعنت فاستعن ^۱ باللّه ، قد مَضى القلم بما هو كائنٌ ، فلو جهد الناس أن ينفعوك ^۲ بأمرٍ لم يكتبه اللّه عليك لم يقدروا عليه ، فإنْ استطعت أن تعمل بالصبر مع اليقين فافعل وإنْ لم تستطع فاصبر ، فإنّ في الصبر على ما تكره خيرا كثيرا ، واعلم أنّ الصبر مع النصر ، وأنّ الفَرَجَ مع الكرب ، وأنّ مع العُسر يسرا ^۳ .

۶۰.عن أبي عبداللّه عليه السلام ، قال :الصبرُ رأسُ الإيمان ^۴ .

۶۱.عنه عليه السلام قال :الصبر من الإيمان بمنزلة الرأس من الجَسَدَ ، فإذا ذهب الرأس ذهب الجسد ، كذلك إذا ذهب الصبر ذهب الإيمان ^۵ .

۶۲.عن حفص بن غياث قال :قال لي أبو عبداللّه عليه السلام : يا حفص ! إنّ مَن صَبَرَ صَبَرَ قليلاً ، وإنّ مَن جَزَعَ جَزَعَ قليلاً ، ثمّ قال : عليك بالصبر في جميع اُمورك ، فإنّ اللّه تبارك وتعالى بعث محمّدا صلى الله عليه و آله فأمره بالصبر والرفق ، فقال : «وَاصْبِرْ عَلى ما يَقُولُونَ وَاهْجُرْهُمْ هَجْرا جَمِيلاً * وَذَرْني وَالْمُكَذِّبِينَ»^۶ ، وقال اللّه تبارك وتعالى : «ادْفَعْ بِالَّتي هِيَ أحْسَنُ فإِذا الَّذِي بَيْنَكَ وَبَيْنَهُ عَداوَةٌ كَأَنَّهُ وَليٌّ حَميمٌ * وَما يُلقّاها إِلاَّ الَّذِينَ صَبَرُوا وَما يُلَقَّاها إِلاَّ ذُو حَظٍّ عَظِيمٍ»^۷ .

القتال أو النار ، قالوا : ^۱
لا طاقةَ لنا بالنار ، فقال : إنّ اللّه قد أوحى أنّ النصر يأتيني في سَنَتي هذه ، قالوا : تفعلُ ونفعلُ وتكونُ ونكونُ ، قال : وبعث اللّه نبيّا آخر إلى قومٍ وأمره أنْ يُقاتلهم ، فشكى إلى اللّه الضعف ، فأوحى اللّه عز و جلأنّ النصر يأتيك بعدَ خمسة عشر سَنَةً ، فقال لأصحابه : إنّ اللّه عز و جلأمرني بقتال بني فلانٍ فشكوت ^۲ إليه الضعف ، فقالوا ^۳ : لا حَوْلَ وَلا قُوّةَ إلاّ باللّه ، فقال لهم : إنّ اللّه قد أوحى إليَّ أنّ النصرَ يأتيني بعدَ خمسة عشر سنةً ، فقالوا : ما شاء اللّه لا حول ولا قوّة إلاّ باللّه ، قال : فأتاهم اللّه بالنصر في سنتهم ، تلك لتفويضهم إلى اللّه وقولهم ما شاء اللّه ، لا حول ولا قوّة إلاّ باللّه ^۴ .

۵۶.عن الرضا عن أبيه عليهماالسلام قال :أمرني أبي ـ يعني أبا عبداللّه عليه السلام ـ أن آتي المفضّل بن عُمر فاُعزّيه بإسماعيل ، وقال : إقرء المفضّل السلام وقُل له : إنّا اُصبنا بإسماعيل فصبرنا ، فاصبر كما صبرنا ، إنّا ^۵ إذا أردنا أمرا وأراد اللّه أمرا سلّمناه لأمر اللّه ^۶ .

۵۷.عن أبي عبداللّه عليه السلام :ومِن التوكّل أنْ لا تخاف مع اللّه غيره ^۷ .

۵۸.من كتاب المحاسن :قال أبو عبداللّه عليه السلام : الصبرُ من اليقين ^۸ .

۵۹.عن عبداللّه بن العبّاس قال :اُهدي إلى الرسول صلى الله عليه و آله بَغلةً أهداها كسرى له أو قيصر ، فركبها النبيّ صلى الله عليه و آله فأخذ من شعرها وأردفني ^۹ خلفه ، ثمّ قال :