63
مشكاة الأنوار فی غرر الأخبار

صَبَرُوا وَدَمَّرْنا ما كانَ يَصْنَعُ فِرْعَوْنُ وَقَوْمُهُ وَما كانُوا يَعْرُشُونَ» 1 .
فقال صلى الله عليه و آله : إنّه البُشرى والانتقام ، فأباح اللّه له قتل المشركين ، فأنزل عليه «فَاقْتُلُوا الْمُشْرِكينَ حَيْثُ وَجَدْتُمُوهُمْ وَخُذُوهُمْ وَاحْصُرُوهُمْ وَاقْعُدُوا لَهُمْ كُلَّ مَرْصَدٍ» 2 فلعنهم اللّه على لسان رسوله وأحبّائه وجعل له ثواب صبره مع ما ادّخر له في الآخرة ، فمن صبر واحتسب لم يخرج من الدنيا حتّى يقرّ اللّه عينه في أعدائه مع ما أخّرَ 3 له في الآخرة 4 .

۸۳.عن أبي عبداللّه عليه السلام قال :إذا اُدخل المؤمن قبره كانت الصلاة عن يمينه ، والزكاة عن شماله ، والبِرّ مُطَلاًّ ۵ عليه ، وينحى ۶ الصبر ناحيةً ، فإذا دخل عليه الملكان اللّذان يليان مسائلته قال : الصبرُ للصلاة والزكاة والبِر : دونكم صاحبكم فإن عجزتم عنه فأنا دونه ۷ .

۸۴.عن الباقر عليه السلام قال :الصبرُ صبران : صبرٌ على البلاء حسنٌ جميلٌ ، وأفضلُ الصبر من الصابرين الورع عن المحارم ۸ .

۸۵.عن جابر عنه عليه السلام قال :مروءة الصبر في حال الفاقة والحاجة والتعفّف والغنى أكثر من مروءة الإعطاء ۹ .

86.عن أبي عبداللّه عليه السلام قال :في قول اللّه عز و جل : «يا أَيُّها الَّذِينَ آمَنُوا اصْبِرُوا

1.الأعراف (۷) : ۱۳۷ .

2.التوبة (۹): ۵.

3.في نسخة ألف «ادّخر» .

4.تفسير القمّي : ۱ / ۲۸۳ ، الكافي : ۲ / ۸۸ / ۳ ، البحار : ۹ / ۲۰۲ / ۶۶ .

5.مُطلّ : أطلّ عليه ، أشرفَ (القاموس المحيط: ۱۳۲۶) .

6.في نسخة ألف «ينجي» .

7.الكافي : ۲ / ۹۰ / ۸ ، البحار : ۶ / ۲۳۰ / ۳۵ .

8.الكافي : ۲ / ۹۱ / ۱۴ وفيه «وأفضل الصبرين» بدل «وأفضل الصبر من الصابرين» ، التمحيص : ۶۴ / ۱۵۰ ، غرر الحكم : ۲ / ۱۰۸ / ۲۰۰۰ ، البحار : ۶۸ / ۷۷ / ۱۱ .

9.الكافي : ۲ / ۹۳ / ۲۲ ، البحار : ۶۸ / ۸۲ / ۲۱ .


مشكاة الأنوار فی غرر الأخبار
62

82.وقال عليه السلام :عليك بالصبر في جميع اُمورك ، فإنّ اللّه عز و جل بعث محمّدا فأمره بالصبر والرفق ، فقال : «وَاصْبِرْ عَلى ما يَقُولُونَ وَاهْجُرْهُمْ هَجْرا جَمِيلاً * وَذَرْنِي وَالْمُكَذِّبين اُولي النِّعْمَةِ» 1 وقال تبارك وتعالى : «ادْفَعْ بِالَّتِي هِيَ أَحْسَنُ فإِذا الَّذِي بَيْنَكَ وَبَيْنَهُ عَداوَةٌ كَأَنَّهُ وَلِيٌّ حَميمٌ * وَما يُلَقّاها إِلاَّ الَّذِينَ صَبَرُوا وَما يُلَقّاها إِلاَّ ذُو حَظٍّ عَظيمٍ» 2 فصبر صلى الله عليه و آله حتّى نالوه بالعظائم ورموه بها فضاق صدره ، فأنزل اللّه عز و جل : «وَلَقَدْ تَعْلَمُ أنَّكَ يَضيقُ صَدْرُكَ بِما يَقُولُونَ * فَسَبِّحْ بِحَمْدِ رَبِّكَ وَكُنْ مِنَ السّاجِدين» 3 .
ثمَّ كذّبوه ورموه فحزن لذلك ، فأنزل اللّه عز و جل : «قَدْ نَعْلَمُ أَنَّهُ لَيَحْزُنُكَ الَّذي يَقُولُونَ فإِنَّهُمْ لا يُكَذِّبُونَكَ وَلكِنَّ الظَّالِمِينَ بِآياتِ اللّه يَجْحَدُونَ * وَلَقَدْ كُذِّبَتْ رَسُلٌ مِنْ قَبْلِكَ فَصَبَرُوا عَلى ما كُذِّبُوا وَاُوذُوا حَتَّى أَتاهُمْ نَصْرُنا» 4 .
فألزم نفسه الصبر فتعدّوا فذكر اللّه تبارك وتعالى وكذّبوه ، فقال : صبرتُ في نفسي وأهلي وعِرضي ولا صبر لي على ذكرهم إلهي ، فأنزل اللّه عز و جل : «وَلَقَدْ خَلَقْنا السَّماواتِ وَالْأَرْضَ وَما بَيْنَهُما في سِتَّةِ أَيَّامٍ وَما مَسَّنا مِنْ لُغُوبٍ * فَاصْبِرْ عَلى ما يَقُولُونَ» 5 .
فصبر صلى الله عليه و آله في جميع أحواله ، ثمّ بُشِّر بالأئمّة ووَصَفَهم بالصبر ، فقال جلّ ثناؤه : «وَجَعَلْنا مِنْهُمْ أَئِمَّةً يَهْدُونَ بِأَمْرِنا لَمَّا صَبَرُوا وَكانُوا بِآياتِنا يُوقِنُون» 6 فعند ذلك قال صلى الله عليه و آله : الصبرُ من الإيمان كالرأس من الجسد ، فشكر اللّه له ذلك فأنزل اللّه عليه : «وَتَمَّتْ كَلِمَةُ رَبِّكَ الْحُسْنى عَلى بَني إِسْرائِيلَ بِما

1.المزمّل (۷۳) : ۱۰ و ۱۱ .

2.فصّلت (۴۱) : ۳۴ و ۳۵ .

3.الحِجْر (۱۵) : ۹۷ و ۹۸ .

4.الأنعام (۶) : ۳۳ و ۳۴ .

5.ق (۵۰) : ۳۸ و ۳۹ .

6.السجدة (۳۲) : ۲۴ .

  • نام منبع :
    مشكاة الأنوار فی غرر الأخبار
    سایر پدیدآورندگان :
    هوشمند، مهدی
    تعداد جلد :
    1
    ناشر :
    دارالحدیث
    محل نشر :
    قم
    تاریخ انتشار :
    1376
    نوبت چاپ :
    الاولی
تعداد بازدید : 181100
صفحه از 603
پرینت  ارسال به