119
الدرّ المنظوم من كلام المعصوم

الدرّ المنظوم من كلام المعصوم
118

۰.فاعلَمْ يا أخي ـ أرشدَكَ اللّه ـ أنّه لا يسعُ أحدا تمييز شيء ممّا اختلفت الرِّوايةُ فيه عن العلماء عليهم السلام برأيه ، إلاّ على ما أطلقه العالم بقوله عليه السلام : «اعرضوها على كتاب اللّه ، فما وافَقَ كتابَ اللّه عزّ وجلّ فخذوه ، وما خالَفَ كتابَ اللّه فرُدُّوه» .

قوله : (لا يَسَعُ أحداً تَمييزُ شيءٍ ممّا اختلفَ۱الروايةُ فيه عن العلماء عليهم السلام بِرَأيِه إلاّ على ما أطْلَقَه العالِمُ بقوله عليه السلام۲: «اعْرِضوها على كتابِ اللّه ، فما وافَقَ كتابَ اللّه ِ جَلَّ وعَزَّ فَخُذوهُ ،
وما خالَفَ كتابَ اللّه ِ فَرُدّوهُ»)
. ۳
الأحاديث في الأمر بالردّ إلى كتاب اللّه كثيرة ، ويأتي منها طرف في باب الأخذ بالسنّة وشواهد الكتاب ۴ وغيره ، من هذا الكتاب وغيره ، كقوله صلى الله عليه و آله : «أيّها الناس ، ما جاءكم عنّي يُوافقُ كتاب اللّه فأنا قلتُه ، وما جاءكم يُخالفُ كتاب اللّه فلم أقلْه» . ۵
وكثير من الأحاديث تتضمّن ۶ الإنكار على من يسأل عن مسألة بنحو قولهم عليهم السلام : «أما قرأت قوله تعالى : كذا» ، فما كان من القرآن نصّاً ومحكماً ، فالظاهر أنّه لا كلام في جواز العمل به مع معرفة ناسخه ومنسوخه ونحوهما ممّا يتوقّف العمل عليه . وظواهرُ القرآن ـ واللّه أعلم ـ أنّها ممّا يجوز العمل به أيضاً والردّ إليه ، فإنّ المدار على ذلك قديماً وحديثاً .
وأمّا نحو المجمل والمبيّن والعامّ والخاصّ ، إذا تعلّقا بشيء واحد فيهما وعلم وجههما ، فالظاهر كونهما من هذا القبيل .
وأمّا المتشابه ونحوه فلا يجوز العمل به إلاّ بعد توقيف العالم عليه السلام . والنهي عن تفسير القرآن بالرأي وذمّ فاعله لعلّه باعتبار الجميع ، أو مع الجزم بما أراد اللّه تعالى من مثل الظاهر ونحوه،أو يحمله على ما يقتضيه الرأي،ويكون مخالفاً له نصّاً أو ظاهراً ونحو ذلك ؛ فإنّ الأوّل والثاني مخصوصان بالمعصوم عليه السلام ، وهو الذي يعلم ظاهره وباطنه علماً يقينيّاً ، وغيره يرجع كثير منه إلى الظنّ ؛ واللّه أعلم .
وإرادة الرجوع إلى الكتاب والعرض عليه فيما علم تفسيره من المعصوم عليه السلام بعيدة ؛ واللّه تعالى أعلم .
والاستثناء في قول المصنّف : «إلاّ على ما أطلقه» يدلّ على أنّ هذا وإن سمّي عملاً بالرأي فلا حرج فيه ؛ لأنّه غير خارج عن اتّباعهم عليهم السلام ، بل هو إعمال للرأي والفكر فيما اُمروا به .
ومن هذا الباب قول بعض علمائنا ـ أعلى اللّه شأنهم ـ على رأي ، ونحوه تسمية استخراج الأحكام من اُصول متلقّاة من الشارع اجتهاداً ، فإنّه ليس من قسم الاجتهاد المذموم . ومن نظر إلى مجرّد الحروف والصيغة ، اعترض عليهم بنحو ذلك .
والمراد بالإطلاق الإباحة ، أو الجواز ، أو الرخصة ، ونحو ذلك .
والمعنى أنّه رَخَّصَ أو جَوَّزَ العمل بالرأي على هذا الوجه .
ويمكن اعتبار الاستثناء ـ منقطعا أو متّصلاً ـ مستثنى من تمييز شيء .
وفيه تأمّل .

1.كذا في بعض نسخ الكافي ، وفي الكافي المطبوع وبعض اُخرى من النسخ : «اختلفت» .

2.في الكافي المطبوع : «العالم عليه السلام بقوله» .

3.الكافي ، ج ۱ ، ص ۶۹ ، باب الأخذ بالسنّة وشواهد الكتاب ، ح ۱ ؛ المحاسن ، ج ۱ ، ص ۲۲۶ ، باب حقيقة الحقّ من كتاب مصابيح الظلم ، ح ۱۵۱ ؛ الأمالي ، للصدوق ، ص ۳۶۷ ، المجلس ۵۸ ، ح ۱۸ ؛ تفسير العيّاشي ، ج ۱ ، ص ۸ ، ح ۲ ؛ وج۲ ، ص ۱۱۵ ، ح ۱۵۰ ، وفي الكلّ رويت هذه الرواية عن أبيعبداللّه عليه السلام ـ إلاّ تفسير العيّاشي ، ج ۲ ففيه عن أبيجعفر ـ هكذا : «... إنّ على كلّ حقّ حقيقة وعلى كلّ صواب نورا ، فما وافق كتاب اللّه فخذوا به (وفي الأمالي والكافي : فخذوه) وما خالف كتاب اللّه فدعوه» .

4.الكافي ، ج ۱ ، ص ۶۹ .

5.الكافي ، ج ۱ ، ص ۶۹ ، باب الأخذ بالسنّة وشواهد الكتاب ، ح ۵ ؛ المحاسن ، ج ۱ ، ص ۲۲۱ ، باب الاحتياط في الدين والأخذ بالسنّة من كتاب مصابيح الظلم ، ح ۱۳۰ و۱۳۱ ؛ معاني الأخبار ، ص ۳۹۰ ، باب نوادر المعاني ، ح ۳۰ ؛ تفسير العيّاشي ، ج ۱ ، ص ۸ ، باب ترك رواية التي بخلاف القرآن ، ح ۱ ؛ وسائل الشيعة ، ج ۲۷ ، ص ۱۱۲ ، ح ۳۳۳۴۸ . وفي بحار الأنوار ، ج ۲ ، ص ۱۸۸ ، باب أنّ حديثهم عليهم السلام صعب مستصعب ... ، ح ۱۹ عن معاني الأخبار ... ، ح ۳۹ و۴۰ عن المحاسن ؛ وص۲۴۴ ، نفس الباب ، ح ۴۹ عن تفسير العيّاشي .

6.في «ألف ، ب ، ج » : «يتضمّن» .

  • نام منبع :
    الدرّ المنظوم من كلام المعصوم
    سایر پدیدآورندگان :
    الدرایتی، محمد حسین
    تعداد جلد :
    1
    ناشر :
    سازمان چاپ و نشر دارالحدیث
    محل نشر :
    قم
    تاریخ انتشار :
    1388
    نوبت چاپ :
    اوّل
تعداد بازدید : 98627
صفحه از 715
پرینت  ارسال به