۰.أوسعَ وأكملَ منه ، نوفّيه حقوقَه كلّها إن شاء اللّه تعالى ، وبه الحولُ والقوَّةُ ، وإليه الرغبةُ في الزيادة في المعونةِ والتوفيقِ . والصلاةُ على سيّدنا محمّد النبيّ وآله الطاهرين الأخيار .
وأوّل ما أَبتدِئُ به وأفتتحُ به كتابي هذا كتاب العقل وفضائلِ العلم ، وارتفاعِ درجة أهله ، وعلوِّ قَدْرهم ، ونقصِ الجهل ، وخساسةِ أهله ، وسقوطِ منزلتهم ؛ إذ كان العقلُ هو القطبَ الذي عليه المدار ، وبه يحتجّ ، وله الثواب ، وعليه العقاب ، واللّه الموفّق .
قوله : (وبه يُحْتَجُّ ، وله الثوابُ ، وعليه العقابُ) ، أي به يحتجّ اللّه على خلقه بأنّه أعطاهم العقل الذي يدلّهم على ما ينجيهم ، وباتّباعه يتّبعون حججه ورُسُله ، فيكونونَ مطيعين بذلك للّه ، وبمخالفته يكونون عاصين للّه ، فهو أصل الحجّة في حصول الثواب والعقاب للمكلّف ، وله الثواب وعليه العقاب فيما يتعلّق به ممّا جعله اللّه له من نوع التكليف والثواب والعقاب ؛ لا أنّ ثواب صاحب العقل له وعقاب
صاحبه عليه ، كما يظهر من العبارة تبعاً لظاهر الحديث الأوّل . ويأتي بيان ذلك إن شاء اللّه تعالى .