181
الدرّ المنظوم من كلام المعصوم

۰.والفهمُ ، وضدّه الحُمْقَ ؛ والعفّة ، وضدّها التهتُّكَ ؛ والزهُد ، وضدّه الرغبةَ ؛ والرفق ، وضدّه الخُرْقَ ؛ والرهبةُ ، وضدّه الجرأةَ ؛ والتواضعُ ، وضدّه الكِبْرَ ؛ والتُّؤَدَةُ ، وضدّها ص 22
التسرُّعَ ؛ والحلمُ ، وضدّها السَّفَهَ ؛ والصمتُ ، وضدّه الهَذَرَ ؛ والاستسلامُ ، وضدّه الاستكبارَ ؛ والتسليمُ ، وضدّه الشكَّ ؛ والصبرُ ، وضدّه الجَزَعَ ؛ والصفْحُ ، وضدّه الانتقامَ ؛

قوله عليه السلام : (والفهم ، وضدّه الحُمْقَ) .
الفهم يأتي مع الغباوة أيضا ، ويمكن أن يكون المراد به فهم الأشياء التي ينبغي فهمها بمعنى تفهّمها ، ويكون تركه حمقاً ، كالعاقل وغير العاقل ، فإنّه قد يقال : فلانٌ مجنونٌ : إذا لم يعمل بمقتضى عقله ، ويقال : فلانُ أحمقٌ كذلك ، كما قال تعالى : «صُمُّم بُكْمٌ عُمْىٌ»۱ فيرجع إلى الاختياري .

1.البقرة (۲) : ۱۸ .


الدرّ المنظوم من كلام المعصوم
180

۰.الخير ، وهو وزير العقل ، وجعل ضدَّه الشرَّ ، وهو وزير الجهل ؛ والإيمانُ ، وضدَّه الكفرَ ؛ والتصديقُ ، وضدّه الجحودَ ؛ والرجاءُ ، وضدّه القنوطَ ؛ والعدلُ ، وضدّه الجورَ ؛ والرضا ، وضدّه السخطَ ؛ والشكرُ ، وضدّه الكفرانَ ؛ والطمعُ ، وضدّه اليأسَ ؛ والتوكّلُ ، وضدّه الحرصَ ؛ والرأفةُ ، وضدّها القسوةَ ؛ والرحمةُ ، وضدّها الغضبَ ؛ والعلمُ ، وضدّه الجهلَ ؛

قوله عليه السلام فيه : (الخير ، وهو وزير العقل ، وجعَل ضدّه الشرّ ، وهو وزير الجهل) . لعلّ الوجه في هذا أنّ ما عدا الخير من جنود العقل يرجع إليه ، وكذا الشرّ ، كما يرجع الجند إلى وزير السلطان في اُمورهم ، فوجه الشبه كون كلّ واحد مرجعا .
واعلم أنّ هذه الجنود منها ما هو اختياريٌّ وهو أكثرها ، وبعضها غير اختياريّ بحسب الظاهر ، كالفهم والحمق ، والغنى والفقر ، والتذكّر والسُهو ، والحفظ والنسيان والشهامة والبلادة ، والفهم والغباوة ، فما كان منه من جنود العقل يكون تفضّلاً منه تعالى على من يتّبع العقل وجنوده الاختياريّة ، وتابَعَ الجهل وجنوده الاختياريّة يمكن أن يكون متابعته سبباً لحصول هذه الأشياء فيه عقوبة له بها وإن لم يعاقب عليها ، وقد يمدّه اللّه تعالى برفعها عنه إذا سلك سبيل العقل وجنوده ، كما يأتي في آخر الحديث من قوله عليه السلام : «وأمّا سائر ذلك من موالينا ، فإنّ أحَدَهم لا يخلو من أن يكونَ فيه أحد هذه الجنود حتّى يستكملَ ويَنقى من جنود الجهل» فإذا اطّلع اللّه على عبده بذلك مَنَحَه ما هو من جنود العقل ، ورفَع عنه ماهو من جنود الجهل «وَ الَّذِينَ جَـاهَدُواْ فِينَا لَنَهْدِيَنَّهُمْ سُبُلَنَا»۱ وهو تعالى أحقّ من برّ بالقسم ووَفى بالوعد .
ويمكن توجيه ما ذكر من كونه غير اختياري أو أكثره بما يرجع إلى الاختياري ، كما يأتي إن شاءَاللّه تعالى .

1.العنكبوت (۲۹) : ۶۹ .

  • نام منبع :
    الدرّ المنظوم من كلام المعصوم
    سایر پدیدآورندگان :
    الدرایتی، محمد حسین
    تعداد جلد :
    1
    ناشر :
    سازمان چاپ و نشر دارالحدیث
    محل نشر :
    قم
    تاریخ انتشار :
    1388
    نوبت چاپ :
    اوّل
تعداد بازدید : 106438
صفحه از 715
پرینت  ارسال به