۰.وبالعقل يَكْمُلُ ، وهو دليلُه ومُبْصِرُه ومفتاحُ أمرِه ، .........
قوله عليه السلام في هذا الحديث : (وبالعقلِ يَكمُلُ ، وهو دليلُه ومُبصِرُه۱ومِفتاحُ أمْرِه) .
معناه على الأوّل : أنّ الإنسان بعقله للأشياء ۲ يصير إنساناً كاملاً ، وبعدمه يكون ناقصاً بقدر ما ينقص من عقله لها .
ولعلّه السرّ في إفهام النقص ، دون أن يقال : إنّه خارج عن الإنسانيّة ونحو ذلك ممّا لا يشعر بمطلق النقص . وهو أبلغ من اعتبار أنّ غير العاقل بهذا المعنى يكون إنساناً ناقصاً ، وإن كان هذا المتبادر الذي تدلّ عليه هذه العبارة ظاهراً ؛ فافهمه .
وعلى هذا فمعنى قوله عليه السلام : «وهو دليله ومبصره ...» أنّ عقل الإنسان للأشياء هو الذي دَلَّه وَبَصَّرَه ، وفتح له أمر ما فعله ممّا فيه صلاحه .
ويمكن إرجاع ضمير «هو» إلى العقل على وجه الاستخدام .
وعلى الثاني : أنّ العقل الذي هو الغريزة هو الذي يدلّ ويبصر ويفتح الأمر لمن اتّخذه دليلاً ومبصراً ومفتاحاً ، وتركه لا ينفي كونه دليلاً .