۰.فإذا عَرَفَ ذلك عَرَفَ مَجْراه ومَوْصولَه ومَفْصولَه ، وأخلَصَ الوحدانيّةَ للّه ، والإقرارَ بالطاعة ، فإذا فَعَلَ ذلك كانَ مُستدركا لما فاتَ ، وواردا على ما هوآتٍ ، يَعْرِفُ ما هو فيه ، ولأيّ شيء هو هاهنا ، ومن أين يَأتيه ، وإلى ما هو صائرٌ ؛ وذلك كلُّه من تأييدِ العقلِ» .
قوله عليه السلام فيه : (فإذا عَرَفَ بذلك۱عَرَفَ مَجراه ومَوْصولَه ومفصوله ، وأخلَصَ الوحدانيّة للّه والإقرارَ بالطاعة) .
أي إذا عرف الإنسان هذه الأشياء ، عرف ما يجري فيه العقل وما يترتّب عليه وما يتّصل بذلك وينفصل عنه فيتبعه ، أو مجرى نفسه وما ينبغي أن يتّصل به كالنصح وما ينفصل عنه كالغشّ ونحوهما . وغاية معرفة هذه الأشياء ونتيجتها إخلاص الوحدانيّة للّه والإقرار له بالطاعة .
قوله عليه السلام فيه : (فإذا فَعَلَ۲كان مستدرِكاً لمافاتَ۳، ووارداً على ماهو آتٍ ، يَعرِفُ ما هو فيه ، ولأيِّ شيءٍ هو هاهنا ، ومِن أينَ يأتيه ، وإلى ماهو صائرٌ ؛ وذلك كلُّه من تأييدِ العقلِ) .
المعنى ـ واللّه أعلم ـ فإذا أخلص الوحدانيّة والإقرار بالطاعة بسبب ما ذكر قبلهما ، أو إذا فعل جميع ذلك الذي غايته الإخلاص والإقرار ، كانَ قد أدرك مامضى من عمره ولم يفت منه . والسين حينئذٍ لمعنى أنّه كان طالباً لإدراكه فأدركه ، أو كان مستدركاً لمافات منه وضيّعه في الماضي كاستدراك الفائت من الذنب بالتوبة ، بمعنى أنّه أدرك الخلاص من تبعته ، أو بمعنى أنّه تلافاه ونحو ذلك ممّا يناسب هذا اللفظ ، وإذا حصل هذه الحالة كان وارداً على ماهوآت ، عارفا ماهو فيه في الحال ، ولأيّ شيء يفعل ذلك الحاضر الذي يفعله ، ومن أيّ جهة يأتيه ، وإلى أيّ شيء يصير ؛ وجميع ذلك من تأييد العقل .
ولفظ «هاهنا» يمكن أن يكون لفائدة أنّ العاقل يعرف وجه الفعل الحاضر لا المستقبل ، فلولا التقييد به لأوهم ما يشمله إن لم يكن مصحّفاً فيما رأيته عن لفظ آخر ؛ واللّه تعالى أعلم بمقاصد أوليائه .
1.في «ألف ، ب ، د» : «بذلك» . وما فى المتن مطابق لنسخة «ج» وكثير من نسخ الكافيوالمطبوع .
2.في كثير من نسخ الكافي والمطبوع : + «ذلك» .
3.في «ألف ، ب ، د» : - «و» .وما في المتن مطابقة لسنخة «ج» وكثير من نسخ الكافي والمطبوع .