۰.فيه في بطن اُمّه ؛ وأمّا الذي تُكَلِّمُهُ بالكلام فيقولُ : أعِدْ عَلَيَّ ، فذاك الذي رُكّبَ عقلُه فيه بعدما كَبِرَ ، فهو يقول لك : أعِدْ عَلَيَّ» .
۲۸.عِدَّةٌ من أصحابنا ، عن أحمدَ بن محمّد ، عن بعض من رَفَعَهَ ، عن أبي عبداللّه عليه السلام قال :«قال رسول اللّه صلى الله عليه و آله : إذا رأيتم الرجلَ كثيرَ الصلاة ، كثيرَ الصيام ، فلا تُباهوا به حتّى تَنظُروا كيف عقلُه؟».
قوله عليه السلام في الحديث المرفوع : (إذا رأيتم الرجلَ كثيرَ الصلاةِ ، كثيرَ الصيامِ فلا تُباهوا به حتّى تَنظُروا كيف عقلُه) .
معناه ـ واللّه أعلم ـ : لا تنظروا إلى كثرة أعمال الرجل حتّى تنظروا كيف عقله لها وأخذه إيّاها عن العقل ، فإن كان كذلك كانت أفعاله واقعة على وجهها ، فكان ممّن يباهى به ، وإن كانت صادرة عن غير عقل وأخذاً ۱ لها على غير وجهها ، فليس فاعلها ممّن يباهى به ، فإنّ العمل من غير علم لا ثمرة له ؛ هذا هو الظاهر .
ويحتمل بعيداً أن يكون المراد بالعقل الغريزة ، والمعنى حينئذٍ أنّ العمل ينبغي أن يكون على قدر ما عند الإنسان من العلم والعقل الذي كلّف بمقداره من العمل ، فإذا كان ذلك منه كثيراً زائداً على ذلك ، كانَ ممّن لا يُباهى به ، فإنّ الزائد كالناقص .