207
الدرّ المنظوم من كلام المعصوم

۰.ومن فَرَّطَ تَوَرَّطَ، ومن خافَ العاقبةَ تَثَبَّتَ عن التوغُّلِ فيما لا يَعلَمُ، ومن هَجَمَ على أمرٍ بغير عِلْم جَدَعَ أنفَ نفسه، ومَن لم يعلَمْ لم يفهَمْ، ومَن لم يفهَمْ لم يَسلَمْ، ومن لم يَسلَمْ لم يُكرَمْ ، ومَن لم يُكرَمْ يُهْضَمْ ، ومَن يُهْضَمْ كانَ ألْوَمْ ، ومن كانَ كذلك كانَ أحْرى أن يَنْدَم» .

قوله عليه السلام فيه : (ومَن فَرَّطَ تَوَرَّطَ ، ومَن خاف العاقبةَ تثبَّتَ عن التَّوَغُّلِ فيما لا يَعلَمُ ، ومَن هَجَمَ على أمرٍ بغير علمٍ فقد جَدَعَ أنفَ نفسه) .
«الورطة» الهلاك ، و«تورّط» وقع في بليّة ، ويقال : أوغل القوم وتوغّلوا : إذا أمعنوا في سيرهم ، و«الوغول» : الدخول في الشيء ، و«جدع» ـ بالمهملة ـ : قطع .
والمعنى : من فرّط فيما يجب التحفّظ منه فقد وقع في الهلكة ، ومن خاف العاقبة ۱ ـ وهي العقاب في الآجل والتعب والمشقّة في العاجل ـ تثبّت عن الدخول فيما لا علم له به ، والظاهر أنّ المقام للأوّل .
ومن هجم على أمر ممّا يجب الأخذ فيه بالعلم فقد نكل بنفسه بقطع أنفه ، وهو كناية عن فعله بنفسه كهذا الأمر الشنيع الذي يظهر للناس ولا يخفى على أحد ممّن يراه .
وباقي الحديث ظاهر ؛ واللّه أعلم .

1.في حاشية «د» : «في القاموس : العاقبة : أجر كلّ شيء ؛ والعقبى : جزاء الأجر (منه) » .


الدرّ المنظوم من كلام المعصوم
206

۰.والعاقلُ غفورٌ ، والجاهلُ خَتورٌ ، وإن شئتَ أن تُكْرَمَ فَلِنْ، وإن شئتَ أن تُهانَ فَاخْشُنْ ، ومن كَرُمَ أصلُه لانَ قْلبُهُ، ومن خَشُنَ عنصرُه غَلُظَ كبدُه، .........

قوله عليه السلام : (والعاقِلُ غفورٌ ، والجاهلُ خَتورٌ ، وإن شِئتَ أن تُكرَمَ فَلِنْ ، وإن شئتَ أن تُهَنَ فَاخْشُنْ ... ) .
«الختر» الغدر والخديعة ، وفي بعض النسخ «تُهان» وهو أنسب ب «تكرم» ؛ لأنّه من الهوان . وتهن من الوهن وهو الضعف ؛ والمعنى ۱ ظاهر .
قوله عليه السلام : (ومَن كَرُمَ أصلُه لانَ قلبه ، ومن خَشُنَ عُنصرُه غَلُظَ كَبِدُه) .
«العنصر» الأصل . ويحتمل ـ واللّه أعلم ـ أنّ ذكر مثل هذا ليفعله الناس ، فإنّ ذلك مقدور ، فمن لانَ قلبُه كانَ فعلُه كفعل كريم الأصل إذا فعل بمقتضى كرم أصله ، وإن كان أصله غير كريم ؛ ومن غلظ كبده كانَ فعلُه ۲ كفعل رديٌ الأصل كذلك ، وإن كان أصله كريماً . ويمكن أن يراد بالأصل الصفات الحميدة والخلال الحسنة ونحو ذلك ، وله شواهد ، فمن ارتكبها كان لين القلب ، دقيق الكبد ، ومن تَرَكَها كانَ قاسي القلب ، غليظ الكبد . وذلك كناية عن القسوة وضدّها أو الشدّة وضدّها ؛ واللّه تعالى أعلم .
والكبد في بعض النسخ بالمثنّاة من تحت ، وفي بعضها بالموحّدة ؛ والمعنى على التقديرين ظاهر .

1.في «ج» : «هو» .

2.في «د» : «فعَل» .

  • نام منبع :
    الدرّ المنظوم من كلام المعصوم
    سایر پدیدآورندگان :
    الدرایتی، محمد حسین
    تعداد جلد :
    1
    ناشر :
    سازمان چاپ و نشر دارالحدیث
    محل نشر :
    قم
    تاریخ انتشار :
    1388
    نوبت چاپ :
    اوّل
تعداد بازدید : 97565
صفحه از 715
پرینت  ارسال به