۰.ومن فَرَّطَ تَوَرَّطَ، ومن خافَ العاقبةَ تَثَبَّتَ عن التوغُّلِ فيما لا يَعلَمُ، ومن هَجَمَ على أمرٍ بغير عِلْم جَدَعَ أنفَ نفسه، ومَن لم يعلَمْ لم يفهَمْ، ومَن لم يفهَمْ لم يَسلَمْ، ومن لم يَسلَمْ لم يُكرَمْ ، ومَن لم يُكرَمْ يُهْضَمْ ، ومَن يُهْضَمْ كانَ ألْوَمْ ، ومن كانَ كذلك كانَ أحْرى أن يَنْدَم» .
قوله عليه السلام فيه : (ومَن فَرَّطَ تَوَرَّطَ ، ومَن خاف العاقبةَ تثبَّتَ عن التَّوَغُّلِ فيما لا يَعلَمُ ، ومَن هَجَمَ على أمرٍ بغير علمٍ فقد جَدَعَ أنفَ نفسه) .
«الورطة» الهلاك ، و«تورّط» وقع في بليّة ، ويقال : أوغل القوم وتوغّلوا : إذا أمعنوا في سيرهم ، و«الوغول» : الدخول في الشيء ، و«جدع» ـ بالمهملة ـ : قطع .
والمعنى : من فرّط فيما يجب التحفّظ منه فقد وقع في الهلكة ، ومن خاف العاقبة ۱ ـ وهي العقاب في الآجل والتعب والمشقّة في العاجل ـ تثبّت عن الدخول فيما لا علم له به ، والظاهر أنّ المقام للأوّل .
ومن هجم على أمر ممّا يجب الأخذ فيه بالعلم فقد نكل بنفسه بقطع أنفه ، وهو كناية عن فعله بنفسه كهذا الأمر الشنيع الذي يظهر للناس ولا يخفى على أحد ممّن يراه .
وباقي الحديث ظاهر ؛ واللّه أعلم .