۰.يا بشير ، إنّ الرجلَ منهم إذا لم يَستَغْنِ بفِقْهِهِ احْتاجَ إليهم ، فإذا احْتاجَ إليهم أدخَلوهُ في باب ضَلالتهم وهو لا يَعْلَمُ» .
۷.عليُّ بن محمّد ، عن سهل بن زياد ، عن النوفليّ ، عن السكونيّ ، عن أبي عبداللّه عليه السلام ، عن آبائه، قال:«قال رسول اللّه صلى الله عليه و آله : لا خيرَ في العيش إلاّ لرجلين:عالم مُطاع،
قوله صلى الله عليه و آله في حديث السكوني : (لا خيرَ في العيش إلاّ لرجلينِ : عالِمٍ مُطاع ، ومُستمعٍ واعٍ) .
المعنى ـ واللّه أعلم ـ أنّ العالم إذا كان مطاعاً لعلمه ، كانَ فَرِحاً مسروراً لذلك ، لا لجهة حبّ الرئاسة ، بل لإجراء أحكام اللّه تعالى على وجهها وظهور أثر علمه فيمن أطاعه ، فيكون الخير في عيشه ، وإذا لم يطع كان منغّصاً حزيناً على فوات ذلك ، فإنّ المراد به مثل هذا العالم ، وكان مكدّر العيش لما ذكر ولعدم ظهور أثر خيره ، حزيناً على ضياع ثمرة علمه بالنسبة إلى الغير ، وأمّا بالنسبة إليه فثوابه ثوابه ؛ إذ لا تقصير من جهته . وقد يزيد حزنه من جهة أنّ عدم الإطاعة يترتّب عليه ترك مدارسة العلم وتعليمه فيؤدّي إلى نقصه ، فيكون حزنه على نقصه وعلى ما يفوته من الثواب على مدارسته ونشره ، وإذا لم يكن عالما ولا مطاعاً ، أو كان مطاعا غير عالم ، فلا خير في عيشه وإن كان منعماً فيه ؛ «فلا خير بخيرٍ بعده النار» ۱ . ومعنى الخير على هذا غيره على الأوّل .
والظاهر هنا اعتبار العالم المطاع ، والعالم غير المطاع فقط دون بقيّة الأقسام وإن ترتّب عليها ما يناسبها .