233
الدرّ المنظوم من كلام المعصوم

۰.يا بشير ، إنّ الرجلَ منهم إذا لم يَستَغْنِ بفِقْهِهِ احْتاجَ إليهم ، فإذا احْتاجَ إليهم أدخَلوهُ في باب ضَلالتهم وهو لا يَعْلَمُ» .

۷.عليُّ بن محمّد ، عن سهل بن زياد ، عن النوفليّ ، عن السكونيّ ، عن أبي عبداللّه عليه السلام ، عن آبائه، قال:«قال رسول اللّه صلى الله عليه و آله : لا خيرَ في العيش إلاّ لرجلين:عالم مُطاع،

قوله صلى الله عليه و آله في حديث السكوني : (لا خيرَ في العيش إلاّ لرجلينِ : عالِمٍ مُطاع ، ومُستمعٍ واعٍ) .
المعنى ـ واللّه أعلم ـ أنّ العالم إذا كان مطاعاً لعلمه ، كانَ فَرِحاً مسروراً لذلك ، لا لجهة حبّ الرئاسة ، بل لإجراء أحكام اللّه تعالى على وجهها وظهور أثر علمه فيمن أطاعه ، فيكون الخير في عيشه ، وإذا لم يطع كان منغّصاً حزيناً على فوات ذلك ، فإنّ المراد به مثل هذا العالم ، وكان مكدّر العيش لما ذكر ولعدم ظهور أثر خيره ، حزيناً على ضياع ثمرة علمه بالنسبة إلى الغير ، وأمّا بالنسبة إليه فثوابه ثوابه ؛ إذ لا تقصير من جهته . وقد يزيد حزنه من جهة أنّ عدم الإطاعة يترتّب عليه ترك مدارسة العلم وتعليمه فيؤدّي إلى نقصه ، فيكون حزنه على نقصه وعلى ما يفوته من الثواب على مدارسته ونشره ، وإذا لم يكن عالما ولا مطاعاً ، أو كان مطاعا غير عالم ، فلا خير في عيشه وإن كان منعماً فيه ؛ «فلا خير بخيرٍ بعده النار» ۱ . ومعنى الخير على هذا غيره على الأوّل .
والظاهر هنا اعتبار العالم المطاع ، والعالم غير المطاع فقط دون بقيّة الأقسام وإن ترتّب عليها ما يناسبها .

1.الكافي ، ج ۸ ، ص ۲۲ ، ح ۴ ؛ الفقيه ، ج ۴ ، ص ۳۹۲ ، ح ۵۸۳۴ ؛ و ص ۴۰۶ ، ح ۵۸۸۰ ؛ الأمالي ، للصدوق ، المجلس ۵۲ ، ح ۸ ؛ التوحيد ، ص ۷۲ ، باب التوحيد ونفي التشبيه ، ح ۲۷ ؛ نهج البلاغة ، ص ۵۴۴ ، الحكمة ۳۸۲ . وفي بحارالأنوار ، ج ۷۴ ، ص ۳۸۲ ، باب مواعظ أميرالمؤمنين عليه السلام ... ، ح ۵ ، عن التوحيد والأمالي ؛ وج ۸ ، ص ۱۹۹ ، باب الجنّة ونعيهمها ... ، ح ۲۰۳ ، عن نهج البلاغة .


الدرّ المنظوم من كلام المعصوم
232

۶.أحمدُ بن إدريس ، عن محمّد بن حسّان ، عن إدريس بن الحسن ، عن أبي إسحاقَ الكنديّ ، عن بَشير الدهّان ، قال :قال أبو عبداللّه عليه السلام : «لا خيرَ فيمن لا يتفقّهُ من أصحابنا ،

قوله عليه السلام في حديث بَشير : (لا خيرَ فيمن لا يَتَفَقَّهُ مِن أصحابِنا) الحديث . «من» بيانيّة ، وليس المراد لاخير فيمن لا يأخذ الفقه عنهم لتكون ابتدائيّة ، وإن كان المعنى في نفسه صحيحا إلاّ أنّه في غير هذا المقام .
ومعنى الحديث ظاهر ، فإنّ الرجل إذا لم يكن غنيّاً بفقهه ما يحتاج إليه فقهاً مأخوذاً عنهم عليهم السلام ولو من غيرهم ، احتاج إلى أخذ ما يحتاج إليه من أهل الخلاف ، وقد لا يكون عنده غيرهم فيسألهم عمّا يحتاج إليه فيعلمونه ۱ بما يقتضيه مذهبهم ، فيدخل في باب ضلالتهم وهو لا يعلم أنّه باب ضلالة ، فإنّه مع التعلّم منهم وعدم وجود من يدلّه قد لا يهتدي إلى أنّ هذا مخالف للحقّ ؛ وهو ظاهر .

1.في «ألف ، ب» : «فيعلموه» .

  • نام منبع :
    الدرّ المنظوم من كلام المعصوم
    سایر پدیدآورندگان :
    الدرایتی، محمد حسین
    تعداد جلد :
    1
    ناشر :
    سازمان چاپ و نشر دارالحدیث
    محل نشر :
    قم
    تاریخ انتشار :
    1388
    نوبت چاپ :
    اوّل
تعداد بازدید : 95917
صفحه از 715
پرینت  ارسال به