253
الدرّ المنظوم من كلام المعصوم

۰.تَدَبُّرٌ ، ألا لا خيرَ في عبادةٍ لا فِقْهَ فيها ، ألا لا خيرَ في نُسُكٍ لا وَرَعَ فيه» .

قوله عليه السلام : (ألا لاخيرَ في عبادةٍ لا فِقْهَ فيها ، ألا لاخيرَ في نُسُكٍ لا وَرَعَ فيه) .
عن القاموس : النُّسُك ـ مثلّثة وبضمّتين ـ : العبادة ، وقد نَسَكَ ، كَنَصَر وكَرُمَ ۱ ؛ والوَرَع ـ محرّكة ـ التقوى ، ووَرِعَ كوَرِثَ : كفّ ۲ .
فالمعنى : لاخير في عبادة لا تقوى فيها ولا كفّ عمّا ينبغي الكفّ عنه ، كما لاخير في عبادة لا فِقْه فيها .
ويحتمل أن يكون المراد بالنسك عبادة خاصّة أو صفة فيها للمغايرة ظاهراً . وعلى الأوّل ذكر النسك لعدم تكرار اللفظ ؛ واللّه أعلم .

1.القاموس المحيط ، ج ۳ ، ص ۳۲۱ (نسك) .

2.القاموس المحيط : ج ۳ ، ص ۹۶ (ورع) .


الدرّ المنظوم من كلام المعصوم
252

۰.وفي رواية اُخرى : «ألا لا خيرَ في علمٍ ليس فيه تَفهُّمٌ ، ألا لا خيرَ في قراءة ليس فيها

قوله عليه السلام فيه : (ألا لاخَيْرَ في علمٍ ليس فيه تَفَهُّمٌ ، ألا لاخيرَ في قراءةٍ ليس فيها تَدَبُّرٌ ، ألا لاخيرَ في عبادةٍ ليس فيها تَفَكُّرٌ) . ليس المراد من التفهّم مجرّد التوجّه إلى فهم معاني المسائل ، بل العمل بما يقتضيه العلم ، فإنّ من يعلم ويفهم إذا لم يعمل بما يعلمه ويفهمه لا يستحقّ الوصف بالعلم والفهم ، وكذا التدبّر والتفكّر ، فإنّ ثمرتهما العمل بما يؤدّيان إليه ، لا مجرّد الخطور ۱ في الفكر ؛ قال تعالى : «أَفَلاَ يَتَدَبَّرُونَ الْقُرْءَانَ»۲ و «لِّيَدَّبَّرُواْ ءَايَـاتِهِ»۳ . وقد لا يحتاج التدبّر إلى تقييد كالتفكّر والتفهّم .
وفي الإتيان بهذه الصيغ دون الفهم والفكر إشعارٌ بما تقدّم .
والمراد ـ واللّه أعلم ـ من التفكّر في العبادة إحضارُ معاني الأقوال والأفعال في فكره عند كلّ واحد منها ۴ ، ورسالة جدّى المبرور الشهيد الثاني ـ قدّس سرّه ـ في أسرار الصلاة وافية بهذه المعاني ۵ .

1.في «ج» : «الحضور» .

2.النساء (۴) : ۸۲ ؛ محمّد (۴۷) : ۲۴ .

3.ص (۳۸) : ۲۹ .

4.في «ألف» : «منهما» .

5.رسائل شهيد ثانى ، كتاب أسرار الصلاة ، ص ۱۲۰ .

  • نام منبع :
    الدرّ المنظوم من كلام المعصوم
    سایر پدیدآورندگان :
    الدرایتی، محمد حسین
    تعداد جلد :
    1
    ناشر :
    سازمان چاپ و نشر دارالحدیث
    محل نشر :
    قم
    تاریخ انتشار :
    1388
    نوبت چاپ :
    اوّل
تعداد بازدید : 77886
صفحه از 715
پرینت  ارسال به