257
الدرّ المنظوم من كلام المعصوم

۰.علاماتٍ : العلمَ والحلمَ والصمتَ ، وللمتكلّف ثلاثَ علاماتٍ : يُنازِعُ مَن فوقَه بالمعصية ، ويَظلِمُ مَن دونَه بالغَلَبَة ، ويُظاهِرُ الظَّلَمَةَ» .

ولا يخفى أنّ المراد بالصمت الصمت في المحلّ الذي يقتضي الشرع والعقل أن يصمت عنده؛ بقرينة المقام، وتتمّة الحديث، ودلالة العقل. وهذا لاينافي كون الناطق أشرف من الصامت مع قطع النظر عمّا يلزم كلاًّ منهما من المحاسن والمساوي .
الوجه الثاني : أن يكون نداء للعالم بحسب الظاهر ، فإنّه يسمّى بطالب العلم إمّا توبيخاً لمن لم تكن فيه هذه العلامات ، وإمّا تنبيهاً له على أنّه ينبغي أن يكون فيه وأن لا يكون خالياً منها .
وعلى التقديرين أتى عليه السلام بصيغة نداء البعيد للتنبيه على أنّ من لم تكن فيه هذه العلامات لا يكون عالماً وأنّه بعيد عنه .
وأتى عليه السلام بالعالم ثانياً لأنّ من كانت فيه كانَ عالما ، ومن لم تكن فيه وكان موبخا ۱ أو قصَد تنبيهه ، كانت تسميته بطالب العلم هي المناسبة لحاله ، فإنّه مع عدم هذه العلامات ـ إمّا بتركها أو الغفلة عنها ـ لم يصل إلى مرتبة استحقاق التسمية بالعالم ؛ واللّه أعلم .
وقوله عليه السلام : «وللمتكلّف ...» أي لمن يريد أن يدخل نفسه في زمرة العلماء وليس منهم إمّا لعدم تحصيله أصل العلم ، أو لتضييع ثمرته وهي العمل .
وهذا له ثلاث علامات :
إحداها : أنّه ينازع من فوقه من العلماء بما فيه معصية اللّه ، ومعصيته ذلك العالم بأن لا يطيعه مع وجوب طاعته عليه حُبّاً للرئاسة وعدم الانقياد ، وإظهاراً لأنّه ليس دونه حسدا وبغياً .

1.موبخا ، أي ملوما. راجع : لسان العرب ، ج ۳ ، ص ۶۵ (وبخ) .


الدرّ المنظوم من كلام المعصوم
256
  • نام منبع :
    الدرّ المنظوم من كلام المعصوم
    سایر پدیدآورندگان :
    الدرایتی، محمد حسین
    تعداد جلد :
    1
    ناشر :
    سازمان چاپ و نشر دارالحدیث
    محل نشر :
    قم
    تاریخ انتشار :
    1388
    نوبت چاپ :
    اوّل
تعداد بازدید : 77849
صفحه از 715
پرینت  ارسال به