259
الدرّ المنظوم من كلام المعصوم

۰.عليهم جميعا ، وخُصَّهُ بالتحيّة دونَهم ، وَاجْلِسْ بين يديه ، ولا تَجْلِسْ خلفَه ، ولا تَغْمِزْ بعينك ، ولا تُشِرْ بيدك ، ولا تُكْثِرْ من القول : قال فلانٌ وقال فلانٌ ، خلافا لقوله ، ولا تَضْجَرْ بطول صحبته ، فإنّما مَثَلُ العالم مَثَلُ النَّخْلَةِ تَنتظرُها حتّى يَسقُطَ عليك منها شيء ، والعالمُ أعظمُ أجرا من الصائم القائم الغازي في سبيل اللّه » .

باب فقد العلماء

۱.عدَّة من أصحابنا ، عن أحمد بن محمّد بن خالد ، عن عثمان بن عيسى ، عن

وقوله عليه السلام : (واجْلِسْ بين يديه ، ولا تَجْلِسْ خَلفَه) .
وجهه ظاهرٌ ، فإنّ الجلوس خلفه ينافي التأدّب المطلوب مع الاُستاد ، وهو الجلوس بين يديه على الهيئة المعتبرة ، وقد يحوج الاُستاد إلى الالتفات إليه إذا سأله ، وفي ذلك مشقّة عليه تنافي التأدّب معه ، وإن لم يلتفت كانَ منافياً لما ينبغي من المعلّم من الرفق بالمتعلّم ؛ واللّه أعلم .
قوله عليه السلام فيه : (والعالِمُ أعظمُ أجراً من الصائم القائم ، الغازي في سبيل اللّه ) .
لعلّ وجهه أنّ من فيه هذه الصفات كانَ نفعه مقصوراً على نفسه ، وربما دَخَلَ عليه بسبب عدم العلم ما يفسدها أو يقلّ ثوابها بسببه ، كما تقدّم في حديث العابد . والعالم نفعه لنفسه ولغيره عامٌّ وخالصٌ من الوجوه المفسدة ، فإنّ المراد به العالم الذي يعمل بعلمه ، وغيره علمه كسراب بقيعة وكخضراء الدَمَن ؛ واللّه أعلم .

باب فقد العلماء

قوله عليه السلام في حديث سليمان بن خالد : (ما مِن أحَدٍ يَموتُ من المؤمنينَ أحَبَّ إلى


الدرّ المنظوم من كلام المعصوم
258

باب حقّ العالم

۱.عليّ بن محمّد بن عبداللّه ، عن أحمدَ بن محمّد ، عن محمّد بن خالد ، عن سليمان بن جعفر الجعفريّ ، عمّن ذَكَرَهُ ، عن أبي عبداللّه عليه السلام ، قال :«كان أميرُ المؤمنين عليه السلام يقول : إنَّ مِن حقّ العالم أن لا تُكثرَ عليه السؤالَ ، ولا تَأخُذَ بثوبه ، وإذا دَخَلْتَ عليه وعندَه قومٌ فسَلِّمْ

الثانية : أنّه يظلم من هو دونه ، إمّا في العلم الرسمي ، أو في الجاه والاعتبار ، أو فيهما إظهاراً لتسلّطه وغلبته عليه ، وميلاً إلى أن لا يترقّى فيكون له حالة لا يريدها له ، والظلم من شيم النفوس إن لم يكن منها لها زاجراً .
الثالثة : مَن هذه حاله يكون معاوناً للظلمة ؛ لميله إلى الظلم وعدم ورع يحجزه ، وللطمع فيما عندهم ، وحبّ المال والجاه ، وغير ذلك ممّا يكون سبباً إلى الالتجاء ۱
إلى أهل الظلم ومعاونتهم ، فهو شريكهم في الظلم ، بل حظّه من الظلم أوفى ؛ لإظهاره في لباس غيره . وهذا شأن من يتّخذ العلم سُلَّما يعرج فيه إلى منازل الظلمة التي علوّها انخفاض .
وقد يخيّل مثل هذا على أهل العقول الضعيفة أنّه ربما يسعف بمعاونتهم مظلوماً أو يقوى ضعيفاً ، وما هو إلاّ مكرٌ وخديعةٌ ؛ نسأل اللّه التوفيق لما يحبّه ويرضاه .
وعن القاموس : المتكلّف : العريض لما لايعنيه . ۲

باب حقّ العالم

قوله عليه السلام في حديث سليمان بن جعفر الجعفري : (إنّ مِن حَقِّ العالِمِ أنْ لا تُكْثِرَ عليه السؤالَ ، ولا تَأخُذَ بثوبه۳...) . أمّا كثرة السؤال فقد تورث الملل والسامة ، وأمّا الأخذ بالثوب وهو التشبّث به كما يفعله أهل الإلحاح بمن يطلبون منه حاجة ، فإنّه من سوء الأدب ، والأدب مع الاُستاد مطلوبٌ .

1.في «ب» : «للالتجاء» بدل «إلى الالتجاء» .

2.القاموس المحيط ، ج ۳ ، ص ۱۹۲ (كلف) .

3.في حاشية «د» : في إرشاد المفيد : ولا تأخذ بثوبه إذا نهض [ الإرشاد ، ج ۱ ، ص ۲۳۰ ، وفيه : لا يؤخذ بثوبه إذا نهض ] . (منه) .

  • نام منبع :
    الدرّ المنظوم من كلام المعصوم
    سایر پدیدآورندگان :
    الدرایتی، محمد حسین
    تعداد جلد :
    1
    ناشر :
    سازمان چاپ و نشر دارالحدیث
    محل نشر :
    قم
    تاریخ انتشار :
    1388
    نوبت چاپ :
    اوّل
تعداد بازدید : 77767
صفحه از 715
پرینت  ارسال به