267
الدرّ المنظوم من كلام المعصوم

۰.فإن تكن عالما نَفَعَكَ عِلْمُك ، وإن تكنْ جاهلاً عَلَّموكَ ، ولعلّ اللّه َ أن يُظِلَّهم برحمته فيَعُمَّك معهم ، وإذا رأيت قوما لا يذكرون اللّه فلا تَجْلِسْ معهم ، فإن تكن عالما لم يَنْفَعْكَ علمُك ، وإن كنتَ جاهلاً يزيدوك جهلاً ، ولعلَّ اللّه َ أن يُظِلّهم بعقوبة فَيَعُمَّكَ معهم» .

ممّا يتعلّق بالمعرفة ؛ بقرينة قوله عليه السلام : «فإن تكن عالماً نَفَعك علمُك» أي فإن كنت عالماً نَفَعَكَ علمك بمذاكرتك إيّاهم وكلامك معهم في ذلك وكتب لك ثوابه .
والظاهر دخول ما يتعلّق بأحكام اللّه تحت ذكر اللّه بنوع توجيه أو تقدير يشمله بقرينة ذكر القسمين فقط ، وهما ذكراللّه وعدم ذكره ، وأمره بالجلوس في الأوّل ، ونهيه عن الجلوس في الثاني .
ويحتمل إرادة ذكر اللّه المتعارف ؛ فإنّه المتبادر ، أو ما يشمله .
وقوله عليه السلام : (وإذا رأيتَ قوما لا يذكرونَ اللّه َ) من قبيل مامرّ في خطبة الكتاب من قوله تعالى : «وَمَن لَّمْ يَحْكُم بِمَآ أَنزَلَ اللَّهُ»۱ وما في الحديث : «ما لم يشأ لم يكن» ۲ فإنّ الظاهر أنّ المراد هنا : إذا رأيت قوماً يذكرون غير اللّه بقرينة قوله : (ولعلّ اللّه َ أنْ يُظِلَّهُم بعقوبةٍ) . وعدم نفع العلم وزيادة الجهل قرينتان في الجملة وبعد اجتماع الناس في المجالس من غير كلام كذلك ، وذكر غير اللّه كالغيبة ونحوها ممّا يحتمل حصول العقوبة بسببه ، ويمكن دخول ذكر ما يتعلّق باُمور الدنيا ممّا لايحتاج إليه ولا يجدي نفعاً ، بل ما يشمل السكوت عبثاً ، فإنّ معاشرة الغافل عن ذكراللّه تكسب الغفلة ، والجليس يكتسب من جليسه ، فلم ينتفع بعلمه لتركه حينئذٍ ، وبالمشاركة والسماع ۳ يزيد الجهل عما كان فيه قبل مجالستهم . ولا بُعد في نزول العقوبة بهذه الأشياء والمداومة عليها في ذلك الزمان أو مطلقا بنوع منها . ولا يخلو من شيء ؛ واللّه تعالى أعلم .
وباقي الحديث ظاهر .

1.المائدة (۵) : ۴۴ .

2.الزهد ، ص ۱۴ ، باب الأدب والحثّ على الخير ، ضمن ح ۲۸؛ الكافي ، ج ۲ ، ص ۵۷۱ ، باب الحرز والعوذة ، ضمن ح ۱۰؛ وج ۸ ، ص ۸۱ ، ضمن ح ۳۹؛ الفقيه ، ج ۴ ، ص ۴۰۲ ، ضمن ۵۸۶۸؛ الأمالي ، للصدوق ، ص ۴۸۷ ، المجلس ۷۴ ، ضمن ح ۱؛ الخصال ، ص ۶۳۰ ، ضمن ح ۱۰ .

3.في «ألف ، ب» : «أو السماع» .


الدرّ المنظوم من كلام المعصوم
266

باب مجالسة العلماء وصحبتهم

۱.عليُّ بن إبراهيم ، عن محمّد بن عيسى ، عن يونسَ ، رَفَعَه ، قال :قال لقمان لابنه : «يا بُنيَّ ، اخْتَرِ المجالسَ على عينك ، فإن رأيتَ قوما يذكرونَ اللّه جلَّ وعزَّ فاجْلِسْ معهم ؛

باب مجالسة العلماء وصحبتهم

قوله عليه السلام في حديث لقمان : (قالَ لقمانُ لابنه : يابُنيّ ، اخْتَرِ المجالسَ على عينك ، فإن رأيتَ قوماً يَذكُرونَ اللّه ـ جلّ وعزّ ـ فاجْلِسْ معهم ، فإن تَكُنْ عالماً نَفَعَكَ علْمُك ...) .
«اختر المجالس على عينك» أي اختياراً كائناً على عينك ، كما تقول : اعمل على رأيك ، أي عملاً كائناً على رأيك ، إمّا بمعنى : على حسب ما توصلك إليه عينك ۱ وما يؤدّي إليه رأيك ؛ أو من قبيل ما يقال : كُلْ ما تشتهي عينك والبس ما يشتهي قلبك .
ولعلّ كونه من باب الاستعلاء على ما يقرب من المجرور أظهر ، نحو قوله تعالى : «أَوْ أَجِدُ عَلَى النَّارِ هُدًى»۲ أي اختياراً كائناً على ما تراه عينك ، فيكون من الاستعلاء المعنوي .
أو أنّ على بمعنى «عن» .
ويحتمل كون «على» بمعنى الباء ، كما في «اركب على اسم اللّه » .
أو بمعنى «مع» بمعنى كون اختياره مشاركاً لاختيار عينه .
أو بمعنى «من» كقوله تعالى : «إِذَا اكْتَالُواْ عَلَى النَّاسِ يَسْتَوْفُونَ»۳ .
والظاهر أنّ المراد بذكر اللّه ذكر ما يتعلّق بتوحيده وتنزيهه وعظمته ، ونحو ذلك

1.في «ج» : «عيناك» .

2.طه (۲۰) : ۱۰ .

3.المطفّفين (۸۳) : ۲ .

  • نام منبع :
    الدرّ المنظوم من كلام المعصوم
    سایر پدیدآورندگان :
    الدرایتی، محمد حسین
    تعداد جلد :
    1
    ناشر :
    سازمان چاپ و نشر دارالحدیث
    محل نشر :
    قم
    تاریخ انتشار :
    1388
    نوبت چاپ :
    اوّل
تعداد بازدید : 77943
صفحه از 715
پرینت  ارسال به