273
الدرّ المنظوم من كلام المعصوم

الدرّ المنظوم من كلام المعصوم
272

۴.محمّد بن إسماعيل ، عن الفضل بن شاذان ، عن ابن أبي عمير ، عن منصور بن حازم، عن أبيعبداللّه عليه السلام ، قال:«قال رسول اللّه صلى الله عليه و آله : مُجالَسَةُ أهل الدين شرفُ الدنيا والآخرة».

۵.عليُّ بن إبراهيم ، عن أبيه ، عن القاسم بن محمّد الأصبهانيّ ، عن سليمان بن داودَ المِنْقَريّ ، عن سفيانَ بن عُيَيْنَةَ ، عن مِسْعَرِ بن كِدامٍ ، قال :سمعت أبا جعفر عليه السلام يقول : «لَمَجْلِسٌ أجْلِسُهُ إلى مَن أثِقُ به أوْثَقُ في نفسي من عَمَلِ سَنَةٍ» .

قوله صلى الله عليه و آله في حديث منصور بن حازم : (مُجالَسَةُ أهلِ الدينِ شَرَفُ الدنيا والآخرةِ) .
المراد بالمجالسة ـ واللّه أعلم ـ كثرتها وتكرّرها من حيث إنّهم أهل الدين ، كما يشعر به التعليق على الدين ، والتكرّر يفهم من المجالسة ، ولا شرف أعلى من الإسلام الذي هو الدين ، ومن كان شريفاً في الدنيا بالدين ۱ ، كانَ شريفاً في الآخرة ؛ وهو ظاهر .
قوله عليه السلام في حديث مِسْعَرِ بن كِدامٍ : (المجلس۲أجْلِسُهُ إلى مَن أثِقُ به أوثَقُ في نفسي مِن عَمَلِ سَنَةٍ) .
هذا الكلام ونحوه منهم عليهم السلام تعليمٌ لشيعتهم ومتابعيهم ، وحَثٌّ لهم على أخذ العلم من معدنه . وهذا باب شائع ، وهو أن يتكلّم الإنسان كلاماً مع نفسه وقصده تعليم السامع وتفهيمه ، كما في قوله تعالى حكاية : «وَ مَا لِىَ لاَ أَعْبُدُ الَّذِى فَطَرَنِى»۳ .
فالمعنى أنّ الإنسان إذا جلس إلى عالم يثق بعلمه وتعلّم منه العلم ، كانَ خيراً له من عبادة سنة ، أو من أن يتعب نفسه في تحصيل علم من غير العالم المذكور بالفكر والتأمّل ونحوه ، أو بمجالسة من لم يحصل به تمام الوثوق ونحو ذلك ، وما فيه من هذه الأقسام خير على تقدير إفرادها ، والتفضيل ۴ فيه ظاهر ، ومالا خير فيه أصلاً ، فهو بحسب اعتقاد فاعله ، كما في حديث : «لصوم يوم من شعبان أحبّ إليّ من أن اُفطر يوماً من شهر رمضان» . ۵ وقول أميرالمؤمنين عليه السلام : «فأبْدِلْني بهم خيراً منهم ، وأبْدِلْهُم بي شرّا منّي» . ۶ وقد تقدّم .
وفي تعدّي «اجلس» ب «إلى» تنبيهٌ على أنّه ينبغي أن يكون الجالس متوجّهاً ومصغيا وملتجئاً إليه فيما يريده ، بتضمينه ما ذكر ممّا يناسبه أو تقديره ، لا مجرّد الجلوس معه ؛ واللّه أعلم .

1.في «ج» : - «بالدين» .

2.في الكافي المطبوع وكثير من نسخة : «لَمَجْلِسٌ» .

3.يس (۳۶) : ۲۲ .

4.في «ج» : فالتفضيل .

5.الكافي ، ج ۴ ، ص ۸۱ ، باب اليوم الذي يشكّ فيه... ، ح ۱ ؛ الفقيه ، ج ۲ ، ص ۱۲۶ ، ح ۱۹۲۲ ؛ و ص ۱۲۸ ، ح ۱۹۲۹ ؛ تهذيب الأحكام ، ج ۴ ، ص ۱۸۱ ، ح ۵۰۵ ؛ الاستبصار ، ج ۲ ، ص ۷۸ ، ح ۲۳۷ ؛ وسايل الشيعة ، ج ۱۰ ، ص ۲۰ ، ح ۱۲۷۳۰ ؛ وص ۲۳ ، ح ۱۲۷۳۰ ؛ وص ۲۳ ، ح ۱۲۷۳۸ ؛ وص ۲۸ ، ح ۱۲۷۵۱ و۱۲۷۵۲ ؛ وص ۳۰۰ ، ح ۱۳۴۷۰. وفي جميع المصادر : «لأنّ أصوم يوما من شعبان» بدل «لصوم يوم من شعبان» .

6.نهج البلاغة ، ص ۶۷ ، الخطبة ۲۵ ؛ الغارات ، ج ۲ ، ص ۳۱۷ ؛ الفصول المختارة ، للمفيد ، ص ۱۶۹ ؛ المسائل العكبريّة (ضمن مجموعة مصنّفات الشيخ المفيد) ج ۶ ، ص ۳۵ ؛ مناقب آل أبي طالب ، لابن شهر آشوب ، ج ۲ ، ص ۲۸۱ ، فصل في إجابة دعواته. وفي بحارالأنوار ، ج ۳۴ ، ص ۱۵۹ ، باب سائر ماجرى من الفتن... ، ح ۹۷۰ ؛ وج ۴۲ ، ص ۲۲۶ ، باب كيفية شهادته و... ح ۳۷ عن نهج البلاغة .

  • نام منبع :
    الدرّ المنظوم من كلام المعصوم
    سایر پدیدآورندگان :
    الدرایتی، محمد حسین
    تعداد جلد :
    1
    ناشر :
    سازمان چاپ و نشر دارالحدیث
    محل نشر :
    قم
    تاریخ انتشار :
    1388
    نوبت چاپ :
    اوّل
تعداد بازدید : 77902
صفحه از 715
پرینت  ارسال به