۸.محمّد بن يحيى ، عن أحمدَ بن محمّد ، عن عبداللّه بن محمّد الحَجّال ، عن بعض أصحابه ، رَفَعَه ، قال :قال رسول اللّه صلى الله عليه و آله : «تَذاكروا وتَلاقوا وتَحدّثوا ، فإنَّ الحديثَ جِلاءٌ للقلوب ، إنَّ القلوبَ لترينُ كما يَرين السيفُ ، وجلاؤها الحديث» .
قوله صلى الله عليه و آله في حديث الحَجّال : (تَذاكَروا وتَلاقوا وتَحَدَّثوا ، فإنّ الحديثَ جلاءٌ للقلوبِ ، إنّ القلوبَ لَتَرِينُ كما يَرينُ السيفُ ، جلاؤه۱الحديدُ)۲ .
جملة «جلاؤه الحديد» من المبتدأ والخبر صفة للسيف ؛ لكون اللام فيه للجنس . والحال وإن جازت في مثل هذه اللام ، إلاّ أنّها هنا لا تستقيم . ويحتمل أن تكون مستأنفة ، كأنّه قيل : ماجلاؤه؟
والأوّل أربط وأنسب بالتشبيه .
وكون السيف يجلى بالحديد ظاهرٌ .
والمراد من الحديث هنا الحديث المعهود ، لا مطلق الحديث ؛ وهو ظاهر .
و«الرين» الدنس ، يقال : رانَ على قلبه ذنبه ، يرين ، ريناً ، وريوناً : غلب .
والمعنى هنا أنّ القلوب تصدى كما يصدى السيف ، ويجلى صداها بالحديث كما يجلى صدا السيف بالحديد .
والواو في «تذاكروا وتلاقوا وتحدّثوا» للجمع المطلق ، ويحتمل باعتبار الترتيب الذكري أن يكون الأمر بالمذاكرة مطلقاً ، ويكونَ الأمر بالتلاقي للحديث ؛ واللّه أعلم .