289
الدرّ المنظوم من كلام المعصوم

۸.عليُّ بن ابراهيمَ ، عن أبيه ، عن ابن أبي عمير ، عن يونس [ بن عبدالرحمن ] ، عن أبي يعقوب إسحاقَ بن عبداللّه ، عن أبي عبداللّه عليه السلام قال :«إنَّ اللّه َ خَصَّ عبادَه بآيتين من كتابه : أن لا يقولوا حتّى يعلَموا ، ولا يَرُدُّوا ما لم يعلَموا ، وقال عزّ وجلّ : « أَلَمْ يُؤْخَذْ عَلَيْهِم مِّيثَـاقُ الْكِتَـابِ أَن لاَّيَقُولُواْ عَلَى اللَّهِ إِلاَّ الْحَقَّ » وقال : « بَلْ كَذَّبُواْ بِمَا لَمْ يُحِيطُواْ بِعِلْمِهِى وَ لَمَّا يَأْتِهِمْ تَأْوِيلُهُو » » .

قوله عليه السلام في حديث إسحاق بن عبداللّه : (إنّ اللّه َ خَصَّ۱عبادَه بآيتين من كتابِه : أن لا يَقُولوا حتّى يَعلَموا ،۲ولا يَرُدّوا مالم يَعلموا ، وقالَ عَزَّ وجَلَّ«أَلَمْ يُؤْخَذْ عَلَيْهِم مِّيثَـاقُ الْكِتَـابِ أَن لاَّيَقُولُواْ عَلَى اللَّهِ إِلاَّ الْحَقَّ»۳وقال :«بَلْ كَذَّبُواْ بِمَا لَمْ يُحِيطُواْ بِعِلْمِهِى وَ لَمَّا يَأْتِهِمْ تَأْوِيلُهُ»۴) .
قد تقدّم في الخطبة هاتان الآيتان ، وتقدّم ما يتعلّق بهما من الكلام ، والمعنى ظاهر ؛ وحاصله ـ واللّه أعلم ـ أنّ اللّه تعالى أخذ على عباده أن لا يقولوا إلاّ بعد أن يعلموا ، أي لا يكون قولهم عن مجرّد الرأي والاستحسان ونحوه من غير علم مستنده أهل العلم ـ ولعلّ الظنّ داخل في العلم مع تعذّره ؛ واللّه أعلم ـ وأن لا يردّوا شيئاً أتاهم من صادق بسبب أنّهم لا يعلمون وجهه وتأويله ، بل متى أخبر به الصادق وجب قبوله ، وإن لم يعلموا معناه وتأويله .
وفيما رأيته من النسخ «وقال عزّ وجل» بالواو ، والظاهر أنّها زائدة ، أو أنّها مبدلة من الفاء . واحتمال عطف التفسير ۵ في غاية البُعد .

1.في حاشية «الف ، د» : يحتمل أن يكون «حضّ» بالمهملة فالمعجمة ، وفيما رأيته من النسخ العكس ، كما في الأصل (الف : منه) ؛ (د : منه دام ظلّه) .

2.في حاشية «د» : العلم يطلق على الظنّ القوي كثيرا ، والذي يظهر من كلام المتقدّمين ـ رحمهم اللّه ـ إرادته واستعماله (منه دام عزّه) .

3.الأعراف (۷) : ۱۶۹ .

4.يونس (۱۰) : ۳۹ .

5.في حاشية «ألف ، د» : على تقدير أن يكون «حضّ» بالمهملة فالمعجمة ، يمكن اعتبار عطف التفسير (منه) .


الدرّ المنظوم من كلام المعصوم
288

۵.محمّد بن إسماعيل ، عن الفضل بن شاذان ، عن حمّاد بن عيسى ، عن رِبْعيّ بن عبداللّه ، عن محمّد بن مسلم ، عن أبي عبداللّه عليه السلام ، قال :«للعالم إذا سُئل عن شيء وهو لا يعلمه أن يقول : اللّه ُ أعلَمُ ، وليس لغير العالم أن يقولَ ذلك» .

۶.عليُّ بن إبراهيم ، عن أحمد بن محمّد بن خالد ، عن حمّاد بن عيسى ، عن حَريز بن
عبداللّه ، عن محمّد بن مسلم ، عن أبي عبداللّه عليه السلام ، قال :
«إذا سُئل الرَّجلُ منكم عمّا لا يعلم فليَقُلْ: لا أدري، ولا يقل: اللّه أعلم، فَيوقِعَ في قلب صاحبه شكّا، وإذا قال المسؤول: لا أدري، فلا يَتّهِمُه السائلُ» .

۷.الحسين بن محمّد ، عن معلّى بن محمّد ، عن عليّ بن أسباط ، عن جعفر بن سماعة، عن غير واحد ، عن أبان ، عن زرارة بن أعيَن ، قال :سألت أبا جعفر عليه السلام : ما حقُّ اللّه ِ على العباد؟ قال : «أن يقولوا ما يعلمون ، ويَقِفوا عند ما لا يعلمونَ» .

قوله عليه السلام في حديث زرارة بعد قوله : ما حقُّ اللّه ِ على العِبادِ؟ (أن يقولوا ما يَعْلَمونَ ، ويَقِفوا عند مالا يَعْلَمونَ) . ظاهر هذا الكلام ـ واللّه أعلم ـ أنّ حقّ اللّه على العباد أنّهم إذا احتاجوا إلى القول بسؤال ونحوه أن لا يقولوا في الجواب ونحوه إلاّ ما يعلمونه ، ومالم يحصل العلم به فحقّ اللّه أن يقفوا عنده ولا يتكلّموا فيه .
ويحتمل أن يكون المراد به ما يشمل تعليم ما يعلمونه ونشره ومالا يعلمونه ، فحقّ اللّه فيه الوقوف عن تعليمه وعدم القول به .

  • نام منبع :
    الدرّ المنظوم من كلام المعصوم
    سایر پدیدآورندگان :
    الدرایتی، محمد حسین
    تعداد جلد :
    1
    ناشر :
    سازمان چاپ و نشر دارالحدیث
    محل نشر :
    قم
    تاریخ انتشار :
    1388
    نوبت چاپ :
    اوّل
تعداد بازدید : 98086
صفحه از 715
پرینت  ارسال به