۰.تَفَقَّهوا ، ومن الفقه أن لا تَغتَرُّوا ، وإنَّ أنصحَكم لنفسه أطوَعُكم لربّه ، وأغَشَّكم لنفسه أعصاكم لربِّه ، ومن يُطِعِ اللّه َ يأمَنْ ويَسْتَبْشِرْ ، ومن يَعْصِ اللّه َ يَخِبْ ويَنْدَمْ» .
قوله عليه السلام في هذا الحديث : (ومَن يُطِعِ اللّه يأمَنْ ويَستَبْشِرْ ، ومن يَعْصِ اللّه يَخِبْ ويَنْدَمْ) .
تنبيه منه عليه السلام على أنّ كلّ مطيع للّه بما ذكر وغيره يَأمَنُ العذاب ، ويستبشر بالجنّة وحصول الثواب ، وكلّ عاص للّه يكون سعيه باطلاً ، وعلمه وبالاً ، وتركه التعلّم خسارة ، فكان خائباً ممّا يحصل لاُولي العلم ، ونادماً على ما فرط .
ولاينافي العموم عفوه تعالى عن بعض العُصاة ؛ لحصول الخيبة لهم والندم في الجملة .
والتقييد بعدم التوبة معلومٌ بالنسبة إلى الخيبة والندم في الآخرة ، مع احتمال حصول الندم مطلقا ولو في الجملة في الآخرة ، وقد تحصل الخيبة أيضاً ممّا يناله غيره ؛ فتأمّل . ويمكن أن تؤخذ القضيّة طبيعيّة ؛ وفيه تأمّل .
ويحتمل أن يكون قوله عليه السلام : «ومن يطع اللّه ...» راجعاً إلى ما تقدّمه ممّا يتضمّن الطاعة والمعصية ، فإنّه شامل لجميع الطاعات والمعاصي على وجه يمكن إدخالها تحته ، فلا يحتاج إلى فرض ما خرج عنه ؛ واللّه أعلم .