315
الدرّ المنظوم من كلام المعصوم

الدرّ المنظوم من كلام المعصوم
314

۲.الحسين بن محمّد بن عامر ، عن مُعلّى بن محمّد ، عن الحسن بن عليّ الوشّاء ، عن أحمدَ بن عائذ ، عن أبي خديجةَ ، عن أبي عبداللّه عليه السلام ، قال :«من أرادَ الحديثَ لمنفعة الدنيا لم يكن له في الآخرة نصيبٌ ، ومن أرادَ به خيرَ الآخرة أعطاهُ اللّه خيرَ الدنيا والآخرةِ» .

۳.عليُّ بن إبراهيم ، عن أبيه ، عن القاسم بن محمّد الأصبهانيّ ، عن المِنقَريّ ، عن حفص بن غياث ، عن أبي عبداللّه عليه السلام ، قال :«من أرادَ الحديثَ لمنفعة الدنيا لم يكن له في الآخرة نَصيبٌ» .

قوله عليه السلام في حديث أبي خديجة : (من أرادَ الحديثَ لمنفعةِ الدنيا لم يَكُنْ له في
الآخرةِ نَصيبٌ ، ومن أرادَ به خيرَ الآخرةِ أعطاه اللّه ُ خيرَ الدنيا والآخرة)
.
في تعبيره عليه السلام فيما يتعلّق بالدنيا بـ «المنفعة» ، وفيما يتعلّق بالآخرة بـ «الخير» تنبيهٌ على أنّ ما يُراد به الدنيا لا خير فيه ، وإن ترتّب عليه شيء فهو محض منفعة دنيويّة «وما خير بخير بعده النار» ۱ كما في الحديث ؛ فما لا خير فيه من المنافع لا ينبغي طلبه .
ولمّا كان ما يعطى في الدنيا بسبب طلب خير الآخرة كان أيضاً خيراً ، فلهذا قال عليه السلام : «خير الدنيا والآخرة» .
والظاهر أنّه لو ضمّ إلى إرادة خير الآخرة الدنيا التي يُستعان بها على الآخرة ، لم يكن ذلك منافيا لإرادة خير الآخرة ، بل هو داخل تحت إرادة خير الآخرة ؛ لما ورد في الحديث : «نعم العون الدنيا على الآخرة» ۲ .
وتقسيم الإرادة إلى القسمين الظاهر أنّ المراد به الدنيا فقط والآخرة فقط ولا يرد صورة اجتماعهما ۳ لأنّه لا يحصل ، كما ورد من تشبيههما بالضرّتين ، وبكفّتي الميزان ، وبالمشرق والمغرب . وقد تقدّم أنّ ضميمة الدنيا على وجهٍ داخلٌ تحت إرادة الآخرة ، فلا يتحقّق اجتماعهما على غير هذا الوجه .
ويحتمل قوله عليه السلام : «من أراد الحديث لمنفعة الدنيا» وجهاً آخر ، وهو أن يكون المقصود منه بالذات منفعة الدنيا ، سواء كانت مقصودة وحدها أم ضمّ إليها منفعة الآخرة بالتبعيّة ؛ وكذا قوله عليه السلام : «ومن أراد به خير الآخرة» أي سواء كان مقصوداً وحده ، أم مقصوداً بالذات وإرادة الدنيا معه بالتبعيّة والضميمة ؛ فالأوّل ليس له فيما قصده بالتبعيّة نصيب ، والثاني ينبغي حمله على ما يؤول إلى الأوّل من دخول الضميمة تحت ما يتعلّق بالآخرة . ويحتمل شموله مالاينافي الآخرة ؛ فتأمّله .
وكأنّ في لفظ «النصيب» إشعاراً مّا بهذا الوجه الأخير ، ولكلٍّ مرجّحات تظهر بالتأمّل ؛ واللّه أعلم .
و«الخير» هنا ليس للتفضيل ، وهو ظاهر .

1.الكافي ، ج ۸ ، ص ۲۴ ، ح ۴ ، ضمن خطبته الوسيلة ؛ الفقيه ، ج ۴ ، ص ۳۹۲ ، ضمن ح ۵۸۳۴ ؛ و ص ۴۰۶ ، ضمن ح ۵۸۸۰ ؛ الأمالي ، للصدوق ، ص ۳۲۰ ، المجلس ۵۲ ، ضمن ح ۸ ؛ التوحيد ، ص ۷۲ ، باب التوحيد ونفي التشبيه ، ح ۲۷ ؛ نهج البلاغة ، ص ۵۴۴ ، الحكمة ۳۸۷ .

2.الكافي ، ج ۵ ، ص ۷۲ ـ ۷۳ ، باب الاستعانة بالدنيا على الآخرة ، ح ۸ ، ۱۴ ، ۱۵ ؛ الفقيه ، ج ۳ ، ص ۱۵۶ ، ح ۳۵۶۷ ؛ الزهد ، ص ۵۱ ، باب ما جاء في الدنيا ومن طلبها ، ح ۱۳۶ ؛ وسائل الشيعة ، ج ۱۷ ، ص ۲۹ ـ ۳۰ ، ح ۲۱۸۹۹ و ۲۱۹۰۱ ؛ بحار الأنوار ، ج ۷۰ ، ص ۱۲۷ ، باب حبّ الدنيا وذمّها ... ، ح ۱۲۶ .

3.في «ألف ، ب ، د» : «اجتماعها» .

  • نام منبع :
    الدرّ المنظوم من كلام المعصوم
    سایر پدیدآورندگان :
    الدرایتی، محمد حسین
    تعداد جلد :
    1
    ناشر :
    سازمان چاپ و نشر دارالحدیث
    محل نشر :
    قم
    تاریخ انتشار :
    1388
    نوبت چاپ :
    اوّل
تعداد بازدید : 98424
صفحه از 715
پرینت  ارسال به