۴.عليُّ بن محمّد ، عن سهل بن زياد ، عن جعفر بن محمّد الأشعريّ ، عن عبداللّه بن ميمون القَدّاح ، عن أبي عبداللّه عليه السلام ، عن آبائه عليهم السلام، قال : «جاء رجل إلى رسول اللّه صلى الله عليه و آله فقال : يا رسول اللّه ، ما العلمُ؟ قال: الإنصاتُ، قال: ثمّ مَهْ؟ قال: الاستماعُ ، قال : ثمّ مَهْ؟ قال : الحفظُ ، قال : ثمّ مَهْ؟ قال : العملُ به ، قال : ثمّ مَهْ يا رسول اللّه ؟ قال : نَشْرُهُ» .
قوله عليه السلام في حديث عبداللّه بن ميمون القدّاح : (جاء رجلٌ إلى رسول اللّه صلى الله عليه و آله ، فقال : يارسولَ اللّه ، ما العلمُ؟ قال : الإنصاتُ . قال : ثمَّ يارسولَ اللّه مَهْ؟ قال : الاستماعُ . قال : ثمّ مَهْ؟ قال : الحفظُ . قال : ثمّ مَهْ؟ قال : العملُ به . قال : ثمّ مَهْ يا رسولَ اللّه ؟ قال : نَشْرُه) .
لا شبهة في أنّه صلى الله عليه و آله أعلم بمواقع الكلام ومراد السائل وما فيه نفعه ومصلحته ، فجوابه عليه الصلاة والسلام مطابقٌ لذلك ، فجوابه أوّلاً بالإنصات فقط ـ الذي هو السكوت ، سكوت مستمعٍ ، كما في النهاية ۱ ـ لعلمه عليه السلام أنّه يسأله بعده عمّا يعقّب الإنصات بوحي أو غيره ، أو أنّه إن لم يسأله ذَكَرَ له ما بعده . ووجه ترتّبها ۲ ظاهر .
والظاهر أنّ المراد بالحفظ ما يشمل الحفظ عن ظهر القلب والحفظ بكتابة ونحوها بحيث لا يعتريه تغيّر . وقد لا ينافيه النقل بالمعنى بالشروط المعتبرة .
والإتيان بـ «ثمّ» في كلام السائل يمكن أن يكون لتراخي كلٍّ عن سابقه بالفصل بالجواب . وقد تأتي «ثمّ» لمطلق الترتيب .
وفي تأخير النشر عن العمل بالعلم تنبيهٌ على أنّ العالم إذا لم يعمل لا ينبغي أن ينشر ما علم ؛ لكونه حينئذٍ غير مأمون ، وعلى أنّ العلم لا يؤخذ منه لذلك . ومثله ما قبله من المراتب في عدم الاعتداد باللاحق من دون السابق ؛ واللّه أعلم .
والهاء في «مه» هاء السكت دخلت على ما الاستفهاميّة .