۰.منك أرْوِيهِ عن أبيك ، أو أسمَعُه من أبيك أرْوِيهِ عنك؟ قال : «سواءٌ ، إلاّ أنّك تَرويه عن أبي أحَبُّ إليَّ» . وقال أبو عبداللّه عليه السلام لجميل : «ما سمعتَ منّي فاروِه عن أبي» .
وقوله عليه السلام : «سواء ، إلاّ أنّك ترويه عن أبي أحبّ إليّ» . سياق الحديث يدلّ على كون ضمير «ترويه» راجعاً إلى الحديث السابق الذي قسّم السائل سماعه إلى القسمين . وكذا ۱ ما بعده من قوله عليه السلام : «ما سمعت منّي فاروه عن أبي» .
ويحتمل أن يكون راجعاً إلى القسم الأخير فقط ۲ ؛ بقرينة القرب وتعظيم أبيه عليهماالسلاموظاهر كون الرواية ينبغي أن تكون عمّن روى عنه وذكر ما قاله عليه السلام لجميل : «ما سمعت منّي فاروه عن أبي»لكونه بياناً للرخصة في القسم الأوّل، والحاجة ۳ غير متيقّنة وقت الخطاب . وفيه تأمّل ؛ واللّه أعلم .
وظاهر أنّ الأمر في قوله عليه السلام : «فاروه عن أبي» للإباحة والرخصة .
و «الحديث» في كلام الراوي منصوب على شريطة التفسير ، ويجوز كونه مبتدأ وجملة «أسمعه» صفة لجنسيّة الحديث ، والحال هنا لا يستقيم . وليس من قبيل «يحمل أسفاراً» ليجوز فيه الوجهان .
وجملة «أرويه» خبر «الحديث» ، وهي إمّا إنشائيّة بتقدير الاستفهام ، أو خبريّة . وقوله : «أو أسمعه» معطوف على «أسمعه» وما بعده على نحو ما تقدّمه . ويجوز أن يكون جملة «أسمعه» خبراً أوّلاً ، وجملة «أرويه» خبراً ثانياً ؛ وأن يكونا ۴ صفتين ، والخبر محذوف تقديره : «جائز ذلك أم لا» ونحوه .
وقوله عليه السلام : «سواء» خبر مبتدأ محذوف بتقدير «هما سواء» أو «حديثي وحديث أبي سواء» ، أو «أنا وأبي سواء» ، ونحو ذلك ؛ واللّه أعلم .
1.في حاشية «ألف ، د» : أي وكذا ما بعده يدلّ على ذلك (منه) .
2.في حاشية «ألف ، د» : «توضيح معنى العبارة أنّه إذا رجع إلى الحديث بقسيمه ، فرجوعه إلى القسم الأخير ظاهر ، ورجوعه معه إلى القسم الأوّل يؤيّده الحديث الذي بعده من قوله عليه السلام : «ما سمعت منّي فاروه عن أبي» . فمعنى «وكذا» إلخ أنّه اذا دخل القسم الأوّل كان الحديث الذي بعده مثله في ذلك ، لا في التقسيم إلى القسمين (ألف : منه) ؛ (د : منه دام تأييده) » .
3.في حاشية «ألف ، د» : «دفع لما يقال : إنّ ما ورد في حديث جميل كانَ في غير وقت الخطاب في غيره ، ولم يقتض في غيره الحاجة إلى عدم تأخير البيان عن وقت الحاجة ، غايته تأخيره عن وقت الخطاب ، وهو جائز على تقديره (ألف : منه) ؛ (د : منه مدّ ظلّه) » .
4.في «ألف ، ب ، ج » : «تكونا» .