۵.وعنه ، عن أحمد بن محمّد ؛ ومحمّد بن الحسين ، عن ابن محبوب ، عن عبداللّه بنص ۵۲
سنان ، قال :قلتُ لأبي عبداللّه عليه السلام يَجيئني القومُ فيَستمعون منّي حديثَكم ، فأضْجَرُ ولا أقْوى ، قال : «فاقْرَأ عليهم من أوّله حديثا ، ومن وَسَطِه حديثا ، ومن آخِره حديثا» .
[قوله :] في حديث عبداللّه بن سنان : (قال : قُلتُ لأبي عبداللّه عليه السلام يَجِيئُني القومُ فَيَسمَعونَ۱منّي حديثكم ، فأضْجَر ولا أقوى ؟ قال : «فَاقْرَأ عليهم من أوّلِهِ حَديثاً ، ومن وَسَطِه حَديثاً ، ومن آخرِهِ حَديثاً») .
هذا الحديث يحتمل وجهين :
أحدهما ـ وهو المشهور ـ : أنّه إذا روى الراوي أحاديث مجموعةً في كتاب ، فيكفي في طريق الرواية عنه لذلك الكتاب أن يقرأ على الراوي عنه من أوّله حديثاً ومن وسطه حديثاً ومن آخره حديثاً ، فإذا فعل ذلك جاز لمن سمع هذا المقدار أن يروي عنه جميع الكتاب بإجازته له ذلك أو مناولته ۲ أو الاكتفاء بهذه القراءة ، ولعلّ المناولة أو الإجازه مفهومة من المقام .
ويأتي في آخر الباب ما يدلّ على جواز الرواية من غير إجازة ونحوها في حديث محمّد بن الحسن بن أبي خالد ۳ .
الثاني : أنّ المرويّ عنه يقرأ هذا المقدار ويقرأ الراوي الباقي أو يسمعه ، وما يأتي من جواز رواية الكتاب بمجرّد إعطائه وعلمه أنّ الكتاب له قد يؤيّد الأوّل ، ولكن لا ينافي مرتبة الثاني .
ويبعد الثاني عدم ما يدلّ على قراءة الراوي ماعدا ما يقرأه المرويّ عنه ، نعم تفيد هذه الصورة تحصيل هذه المرتبة ؛ واللّه أعلم .